الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

غاسبار ومالك المزرعة


في أحد الأيام ، ذهب مزارع يدعى غاسبار إلى مالك المزرعة لكي يدفع له الايجار وطرق على الباب ، ففتحت له الخادمة .

سأل غاسبار: هل السيد في المنزل؟

نعم ، إنه يتناول الغداء مع ثلاثة من المدعوين ، إنهم أصدقاؤه ‏

حسناً، قولي له إني هنا ومعي المال المستحق

ذهبت الخادمة وأخبرت سيدها بأن"غاسبار جاء ليدفع له إيجار الأرض الزراعية".

حسناً ، قولي له أن يصعد .. أجاب المالك فوراً "واستدار نحو مدعويه وقال: "إنه فلاح طيب ، لكنه ليس شديد الذكاء ، سوف ترون كيف سأهزأ منه دون أن ينتبه لذلك ، يكمنكم الضحك كما يحلو لكم ولكن بعد انصرافه" .‏

وصعد غاسبار ، فأدخلته الخادمة إلى غرفة الطعام.‏

نهارك سعيد يا سيدي".‏

نهارك سعيد يا غاسبار".‏

جئت أسدد الايجار

حسناً .. اجلس لحظة قرب الموقد ، أنت قادم من بعيد ، فهذا سيريحك .‏

جلس غاسبار ونظر إلى الآخرين الذين يأكلون ، غمز المالك بعينه في اتجاه أصدقائه ، ثم استدار نحو المزارع:‏

اخبرني ياغاسبار: هل من جديد في المزرعة؟"‏

أمر غريب يا سيدي ، لقد وضعت بقرتنا خمسة عجول".‏

خمسة عجول يا غاسبار ، هذا مستحيل، فليس للبقرة سوى أربع حلمات ، ماذا سيفعل العجل الخامس عندما يرضع الآخرون؟"‏

يعمل مثلي ، يا سيدي ، يتأمل".‏

قال المالك وقد فهم قصد المزارع:‏

"ضعوا صحناً وتوابعه لـ "غاسبار".

وضع صحن المزارع ، وجلس هذا الأخير على المائدة ، وقدم طبق سمك ، فوضع المالك بنفسه أصغر السمكات الموجودة في صحن غاسبار ، أخذها المزارع الواحدة تلو الأخرى فوضعها بقرب أذنه مصغياً ثم أعادها إلى الصحن وهو يهز رأسه.‏

لماذا تقرب السمكات من أذنك؟.‏

لأني أسألها عن أخبار عمي الذي غرق ، لكنها أجابتني أنها صغيرة جداً ولم تكن قد ولدت بعد .‏

بودك أن نستشير السمكات الكبيرة؟ خذ هذا الشبوط ، وقدم بعد ذلك صحن جانبون شهي.‏

هل تريد قطعة منه ، يا غاسبار؟"‏

بكل رغبة ، يا سيدي".‏

فقدم له المالك قطعة رقيقة ، ابتلعها غاسبار بلقمة واحدة ، ثم أخرج سكيناً من جيبه فاقتطع لنفسه قطعة كبيرة من الجانبون وأكلها ثم قطعة أخرى وهم بتكرار فعلته.

اسمع، يا غاسبار، ليس بودي أن أمنعك من تناول الجانبون ، لكن يبدو أنك لا تدري أن الإكثار من الجانبون يجعل الإنسان أبكم؟‏

بالضبط يا سيدي، فزوجتي ثرثارة جداً ، سأحمل لها الباقي وأطعمها إياه.

احمله لها ، غير أني لا أريد أن أؤخرك ، تعال إلى مكتبي لأعطيك الإيصال فوراً.

وما أن خرج غاسبار ومعلمه حتى أخذ المدعون يضحكون كما كان أخبرهم صاحب الدعوة ، لكن ليس من غاسبار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق