الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

كن إيجابيا، ولاتستحي من الحق


في الثلاثينات كان في طالب جديد التحق بكلية الزراعة في إحدى الجامعات في مصر، وعندما حان وقت الصلاة بحث عن مكان ليصلي فيه فأخبروه أنه لا يوجد مكان للصلاة في الكلية، لكن هناك غرفة صغيرة (قبو) تحت الأرض يمكنه الصلاة فيها إن شاء.

ذهب الطالب إلى الغرفة تحت الأرض و هو مستغرب من عدم اهتمام الناس بالكلية بموضوع الصلاة!

فهل يؤدون الصلاة أم لا ؟!

المهم دلف داخل الغرفة (القبو) فوجد فيها حصيرة قديمة و كانت غرفة ينقصها الترتيب والنظافة ، لكنه وجد عاملا كان يصلي ، وبعد انتهائه من صلاته سأله الطالب :

هل تصلي هنا ؟!؟

فأجاب العامل : "أيوه ، محدش بيصلي من الناس اللي فوق و مافيش غير هذه الغرفة".

فقال الطالب بكل اعتراض : أما أنا فلن أصلي تحت الأرض. و توجه من تحت الارض إلى الأعلى ، و بحث عن أكثر مكان معروف وواضح في الكلية وو قف و أذن للصلاة بأعلى صوته !!

تفاجأ الجميع وأخذ الطلاب يضحكون عليه ويشيرون إليه بأيديهم و يتهمونه بالجنون.

لم يبالي بهم ، جلس قليلا ثم نهض و أقام الصلاة و بدأ يصلي و كأنه لا يوجد أحد حوله.

ثم بدأ يصلي لوحده .. يوم ..يومان ..نفس الحال ..الناس كانت تضحك ثم اعتادت على الموضوع كل يوم فلم يعودوا يضحكون .. ثم فجأة حصل تغيير .. العامل الذي كان يصلي في الحجرة تحت الارض خرج و صلى معه .. ثم أصبحوا أربعة و بعد أسبوع صلى معهم أستاذ ؟؟!

انتشر الموضوع و الكلام عنه في كل أرجاء الكلية ، استدعى العميد هذا الطالب و قال له : لا يجوز هذا الذي يحصل ، انتو تصلوا في وسط الكلية !!!، نحن سنبني لكم مسجد عبارة عن غرفة نظيفة مرتبة يصلي فيها من يشاء وقت الصلاة .

و هكذا بني أول مسجد في كلية جامعية. و لم يتوقف الأمر عند ذلك ، طلاب باقي الكليات أحسوا بالغيرة و قالوا : "اشمعنا كلية الزراعة عندهم مسجد" ، فبنيت مساجد في الكليات بالجامعة.

هذا الطالب تصرف بإيجابية في موقف واحد في حياته فكانت النتيجة أعظم من المتوقع .. و لا يزال هذا الشخص سواء كان حيا أو ميتا يأخذ حسنات و ثواب عن كل مسجد يبنى في الجامعات و يذكر فيه اسم الله … هذا ما أضافه للحياة..

ويأتي هنا السؤال .. ماذا أضفنا نحن للحياة ؟!؟

لنكن مؤثرين في أي مكان نتواجد فيه ، و لنحاول أن نصحح الأخطاء التي من حولنا و لا نستحي من الحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق