الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

الحجاج وأولاد الأكابر


لما تولى الحجاج شؤون أرض العراق، أمر أحد مرؤوسيه أن يطوف بالليل فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان، فأحاط بهم وسألهم: من أنتم حتى خالفتم الأمر؟.

فقال الأول:

أنا ابن الذي دانت الرقاب له      ما بين محزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة......      يأخذ من مالها ومن دمها

فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير.

فقال الثاني:

أنا  ابن الذي لا ينزل الدهر قدره      وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره      فمنهم  قيام حولها وقعود

فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب الكرام.

وقال الثالث:

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه     وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه  لا  تنفك  رجلاه  منهما.......    إذا الخيل في يوم الكريهة ولت

فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب.

فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ، وكشف عن حالهم فإذا.

بالأول ابن حجام حلاق .. والثاني ابن بائع فول .. والثالث ابن حائك ثياب .. فتعجب الحجاج من قصائدهم وقال لجلسائه...

علموا أولادكم الأدب فلولا فصاحتهم، لضربت أعناقهم ثم أطلقهم وأنشد...

كن ابن من شئت وأكتسب أدبا      يغنك محمودة عن النسب
إن الفتى من قال ها أنذا.......      ليس الفتى من يقول كان أبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق