الجمعة، 9 أكتوبر 2015

الملاك والشيطان


يحكى أن حاكم ايطالي دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد.

امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله..

و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..وعثر على طفل بريء وجميل

تطل السكينه من وجهه الابيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعاده..

ذهب معه الى اهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل امامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي.

و بعد شهر اصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس، و كان نسخه من وجه الطفل مع القليل من ابداع الفنان .. و لم ترسم لوحه اروع منها في ذلك الزمان.

و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان، و كان الرجل جادا في الموضوع .. لذا بحث كثيرا، ًو طال بحثه لاكثر من عشرين عاما.

و اصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيه، لذلك اعلن عن جائزه كبرى ستمنح لاكثر الوجوه اثاره للرعب.

و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسيه و الحانات و اماكن المجرمين لكنهم جميعاً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين..

و ذات مره .. عثر الفنان فجاه على(الشيطان!)

و كان عباره عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاويه ضيقه داخل حانه قذره.

اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع ..و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل.

و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحه ..اصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!

و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الاسنان..

فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنيه الغاليه.

جلس الرسام امام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً اليها ملامح ( الشيطان !)

و ذات يوم، التفت الفنان الى الشيطان الجالس امامه و اذا بدمعه تنزل على خده..

فاستغرب الموضوع! .. و سأله اذا كان يريد ان يدخن او يحتسي الخمر!

فاجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق، انت يا سيدي رسمتني منذ اكثر من عشرين عاما حين كنت طفلا صغيرا .. و استلهمت من وجهي صوره الملائكه وهاانت اليوم تستلهم مني صوره للشيطان!

لقد غيرتني الايام و الليالي حتى اصبحت نقيض ذاتي!

و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان، و جلسا معا يبكيان امام صوره الملاك.


# العبرة..

ان الله يخلقنا جميعنا كالملائكة .. ولكن نحن وحدنا المسئولون على كوننا شياطين في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق