الأربعاء، 3 أغسطس 2016

كأس الجنون!


❖ يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة.

فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون..

وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء.

واجه الملك الطاعون وحارب الجنون..حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت وصارت الملكة تجتمع مع مجموعة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!

نادى الملك بالوزير: يا وزير، الملكة جنت أين كان الحرس.

الوزير: قد جن الحرس يا مولاي.

الملك: إذن اطلب الطبيب فوراً.

الوزير: قد جن الطبيب يا مولاي.

لملك: ما هذا ، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟

رد الوزير: للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا.

الملك: يا الله أأحكم مدينة من المجانين

الوزير: عذراً يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء، ويدعون بأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا.

الملك: ما هذا الهراء! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون!

الوزير: الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون!!

لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب، ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن، هم الأغلبية، هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة. هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون
هنا قال الملك: يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون، إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين !!

● بالتأكيد الخيار صعب عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين.

الدجاجة والرجلان وأم جعفر


جلس رجلان قد ذهب بصرهما على طريق أم جعفر (زبيدة العباسية) لمعرفتهما بكرمها.

فكان أحدهما يقول: اللهم ارزقني من فضلك..


وكان الآخر يقول: اللهم ارزقني من فضل أم جعفر.

وكانت أم جعفر تعلم ذلك منهما وتسمع، فكانت ترسل لمن طلب فضل الله درهمين،
ولمن طلب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير.

وكان صاحب الدجاجة يبيع دجاجته لصاحب الدرهمين، بدرهمين كل يوم، وهو لا يعلم ما في جوفها من دنانير.

وأقام على ذلك عشرة أيام متوالية، ثم أقبلت أم جعفر عليهما، وقالت لطالب فضلها: أما أغناك فضلنا؟

قال: وما هو؟

قالت مائة دينار في عشرة أيام، قال: لا، بل دجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمين.

فقالت: هذا طلب من فضل ام جعفر فحرمه الله، وذاك طلب من فضل الله فأعطاه الله وأغناه.