الاثنين، 27 يونيو 2016

جبريل مات!


كان هناك قس نصراني يذهب لشيخ مسلم كل يوم ملحا عليه بأن يترك الإسلام ويتخذ النصرانية دينا جديدا له وكان دائما ما يردد هذه العبارات :
(إنك تهدر وقتك يا شيخ تصلي 5 مرات فى اليوم قياما وركوعا قياما وركوعا وتصوم شهرا باكمله، انك مضيق الخنا

ق على حياتك إذ أنك لا تقرب لحم الخنزير.. الخ .. والله ليس توقا لكل ذلك !!).

إن اردت الخلاص يا شيخ فكل ما عليك هو أن تؤمن أن الله أرسل ولده الوحيد إلى العالم ومات من أجل خطايك ولك الخلاص بعد ذلك.

آمن أن الله قد نزل إلى الارض ومات من أجل خطاياك، آمن بهذا وستدخل الجنة.

كان هذا القس النصراني يذهب كل يوم إلى الشيخ المسلم ويقول له نفس الكلام و كان ملتزماً بذلك حيث لم يغب يوما عنه، مما جعل حياة الشيخ المسلم تعيسة، إذ لم يستطع التخلص منه بسهولة وكان دائما ما يفكر في كيفية النجاة من هذه المعضلة ..؟

فكر الشيخ مرارا وتكرارا إلى أن هداه الله إلى فكرة رائعة فنادى بكبير مساعديه وقال له : «عندما يأتي القس النصراني إلينا غداً ، أمكث قليلاً ثم تعال إلي واهمس في أذني» !!

وفى اليوم التالي جاء النصراني كعادته، وجلس وبدأ في سرد قصته اليومية محاولا تنصير الشيخ المسلم...

عندها جاء المساعد إلى الشيخ وهمس فى أذنه كما قال له!

فبدأ الشيخ فى البكاء !! بكاءً شديداً فأراد القس النصراني أن يعرف ماذا يبكيه !

القس النصراني : ماذا حدث ؟

الشيخ المسلم : لا أريد التحدث الآن ؟

القس النصراني : إهدأ يا شيخ وأخبرنا ماذا حدث ؟

الشيخ المسلم : لا أستطيع ، فالأمر عظيم.
(لقد كان يمثل البكاء فى الحقيقه).

القس النصراني : يا شيخ قل لنا ما هذا الأمر العظيم لقد بدأت أعصابي بالتوتر.

الشيخ المسلم : لقد وصلتنى أخبار محزنة, أن ( الملاك جبريل ) قد مات!

القس النصراني ضحك بسخرية وقال : هل أنت أحمق ؟! هَلْ تَمُوتُ الملائكة؟!

قال لَهُ الشيخُ المُسْلِم : إذا كانت الملائكة لا تموت ، فكيفَ يَمُوتُ رَبُّ الملائكة؟!

كَيْفَ تَقُولُون إذآَ أَنَّهُ إِلَه ، وَأَنَّ اليَهُودَ قَتَلُوهُ وَصَلَبُوه ؟!

<«للشيخ: أحمد ديدات»>

السبت، 4 يونيو 2016

قهوة على العلاقة!


في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية، كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها.

فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على العلاقة.

فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا، لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: فنجان قهوة واحد.

وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على العلاقة، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا، فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.

وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.
وفي أحد المرات دخلنا لاحتساء فنجان قهوة، فدخل شخص يبدو عليه الفقر ،فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة!

أحضر له النادل فنجان قهوة ،فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه!

ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة، ورماها في سلة المهملات.

طبعاً هذه الحادثة أمام أعيننا جعلتها تبتل بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني.

ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة وحسب ولو أنه يعكس لنا أهمية القهوة عند الناس هؤلاء هناك.

فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب القهوة ولا يملكون ثمنها.

ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم.

ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان، فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به، فيحتسيه بكل سرور، حتى ان هذا الحائط في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان المدينة هذه.