السبت، 5 مارس 2016

مثل الشعرة من العجين


جاء الى محل الدجاج في المدينة رجل ومعه دجاجة مذبوحة كي يقطّعها  فقال له صاحب محل الدجاج: حسنا اتركها وارجع بعد ربع ساعة وستلقى الدجاجة جاهزة..

وافق صاحب الدجاجة، وغادر المحل.

فمر قاضي المدينة على صاحب محل الدجاج وقال له: أعطني دجاجة.

قال صاحب الدجاج: ليس عندي الا هذه الدجاجة، وهي لرجل سيرجع ليأخذها

قال القاضي: أعطني اياها واذا جاءك صاحبها قل له ان الدجاجة طارت!

قال صاحب محل الدجاج: لا يمكن. لقد احضرها وهي مذبوحة.. فكيف ذلك؟؟

قال القاضي: إسمع ما أقول لك وقل له كذا، ودعه يشتكي ولا يهمك.

فكر صاحب محل الدجاج مطولآ، ثم قال مترددآ: حسناً خذها..

بعد فترة وجيزة جاء صاحب الدجاجة الى محل الدجاج كي يستلم دجاجته، وقال لصاحب المحل: اين دجاجتي هل جهزتها؟

قال صاحب محل الدجاج: لا اعرف ماذا اقول لك ولكن دجاجتك طارت..!

قال صاحب الدجاجة: ماذا تقول .. وكيف ذلك؟ هل انت مجنون لقداحضرتها وهي مذبوحة فكيف تطير وهي ميتة!؟

واشتد بينهم الجدال .. فقال صاحب الدجاجة: دعنا نذهب للقاضي، حتى يحكم بينا وهناك سوف يظهر الحق..

وعند ذهابهم للقاضي مرُّوا برجلين يقتتلان احدهما مسلم والثاني يهودي، فأراد صاحب محل الدجاج أن يفصل بينهما، ولكن اصبعه دخل في عين اليهودي ففقأتها، فتجمع الناس وامسكوا بصاحب محل الدجاج وقالوا: هذا الذي فقأ عين اليهودي، فصارت القضية قضيتين فوق رأس صاحب محل الدجاج.

جرّوه عند القاضي، وعندما إقتربوا من المحكمة أفلت منهم وهرب، فجروا وراءه .. لكنه دخل في مسجد فدخلوا وراءه .. صعد فوق المنارة فلحقوا به .. فقفز من فوق المناره فوقع على رجل كبير في السن، فمات الرجل أثر وقوع صاحب محل الدجاج عليه.

جاء أبن الرجل ورأى أبوه ميتآ، فلحق هو وباقي الناس بصاحب محل الدجاج، وامسكوا به.

ذهبوا جميعآ إلى القاضي، فلما رآه القاضي تذكر حادثة الدجاجة فضحك وهو لا يدري بأن عليه ثلاث قضايا...!

اولآ .. ❞سرقة الدجاجة❝

ثانيآ .. ❞فقئ عين اليهودي❝

ثالثآ .. ❞قتل الرجل كبير السن❝

عندما علم القاضي بالقضايا الثلاث أمسك راسه وجلس يفكر بتمعن، ثم قال: دعونا نأخذ القضايا واحدة واحدة...

قال القاضي: نادوا أولاً على صاحب الدجاجة...

قال القاضي: ماذا تقول في دعواك على صاحب محل الدجاج؟

قال صاحب الدجاجة: هذا ياقاضى سرق دجاجتي، وأنا أعطيته إياها وهي مذبوحة، ويقول إنها طارت كيف يحدث هذا يا سيادة القاضي؟

قال القاضي: هل تؤمن بالله؟

قال صاحب الدجاجة: نعم والحمد بالله.

قال له القاضي: يحيي العظام وهي رميم..

قم .. فما لك شيء عند الرجل.

فقال القاضي: احضروا المدعي الثاني...

جاء اليهودي فقال القاضي: ما دعواك على هذا الرجل؟

فقال اليهودي: يا قاضى هذا الرجل فقأ عيني..!

فكر القاضي طويلا ثم قال لليهودي: العين بالعين والسن بالسن، لكن دية المسلم لأهل الذمة النصف..!

مايعني ان نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عين واحدة للمسلم!

فقال اليهودي: لا لا، أنا متنازل عن الدعوى، وماعدت اريد منه شيئا.

فقال القاضي: هاتوا لنا القضية الثالثة...

فجاء إبن الرجل المسن المتوفي وقال: يا قاضي هذا الرجل قفز على والدي من فوق منارة المسجد وقتله..!

ففكر القاضي ثم قال: اذهبوا بالمتهم الى نفس المكان، واصعد أنت فوق المنارة واقفز عليه..!

فقال الشاب: لكن ياحضرة القاضي إذا ما تحرك يمينا أو يسارا .. فيمكن ان يكون في ذلك موتي أنا!

قال القاضي: والله هذه ليست بمشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يمينا او يسارا؟!

فقال الشاب: لا لا، أريد شيئا منه، وانا متنازل عن الدعوى.

المغزي من هذه القصة: هناك دائما من يستطيع اخراجك من المشكلة مثل الشعرة من العجين .. إذا ماكان عندك دجاجة تعطيها للقاضي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق