الخميس، 15 أكتوبر 2015

الكلمة الطيبة صدقة


في ليلة من ليالي الشتاء البارده .. كان المطر يهطل بشده , معانقا الأرض التي اشتاق لها كثيرا .. بعد طول غياب.

كان البعض ممسكا بمظله تحميه من المطر والبعض يجري ويحتمي بسترته من المطر
وفي هذا الجو البارد والمطر الشديد كان هناك رجل واقف كالصنم!

كان يتدثر بملابس رثه .. قد تشقق بعضها، لا يتحرك .. حتى أن البعض ظنه تمثالاً!
شارد الذهن .. ودمعة تبعث الدفء على خده، نظر له أحد الماره باستحقار .. سائلاً .. "
ألا تملك ملابس أفضل ؟ "

وضع يده في محفظة النقود وبعينيه نظرة تكبر قائلا : هل تريد شيئا ؟

فرد بكل هدوء : أريد أن تغرب عن وجهي !

فما كان من السائل إلا أن ذهب وهو يتمتم .. تباً لهذا المجنون !

جلس الرجل تحت المطر لا يتحرك إلى أن توقف المطر !

ثم ذهب بعدها إلى فندق في الجوار !!

فأتاه موظف الاستقبال .. وصاح به لايمكنك الجلوس هنا اخرج .. يمنع التسول هنا رجاء !

فنظر اليه نظرة غضب .. وأخرج من سترته مفتاح عليه رقم (b 1)

(( رقم 1 هو أكبر وأفضل جناح في الفندق حيث يطل على النهر ))

ثم أكمل سيره إلى الدرج والتفت إلى موظف الاستقبال قائلا !

سأخرج بعد نصف ساعه .. فهلا جهزت لي سيارتي

صعق موظف الاستقبال ماالذي أمامي ..

فحتى جامعي القمامه يرتدون ملابس أفضل منه !!

ذهب الرجل إلى جناحه وبعد نصف ساعه ..

خرج رجل ليس بالذي دخل !!

بدلة فاخره .. وربطة عنق ، وحذاء يعكس الإضاءه من نظافته !

لايزال موظف الاستقبال في حيرة من أمره !

خرج الرجل وركب سيارته الرولز رايس !

مناديا الموظف ... كم مرتبك ؟

الموظف 3000 دولار سيدي

الرجل : هل يكفيك ؟

الموظف : ليس تماما سيدي

الرجل : هل تريد زياده ؟

الموظف : من لا يريد سيدي

الرجل : أليس التسول ممنوع هنا ؟

الموظف بإحراج : بلا

الرجل : تباً لكم .. ترتبون الناس حسب أموالهم، فسبحان من بدل سلوكك معي في دقائق ..

وأردف قائلا :

في كل شتاء أحاول أن أجرب شعور الفقراء !

أخرج بلباس تحت المطر كالمشردين .. كي أحس بمعاناة الفقراء !

أما أنتم فتباً لكم .. من لايملك مالاً ليس له احترام .. وكأنه عار على الدنيا

إن لم تساعدوهم ... فلا تحتقروهم ... فالكلمة الطيبة صدقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق