الجمعة، 11 سبتمبر 2015

عدسة نمرود!


قطعة من البلور الصخري يعود تاريخها إلى 3000 سنة تعرض في المتحف البريطاني، تم اكتشافها من قبل أوستن لايارد في أحد القصور الآشورية للملك نمرود، و قد تكون استعملت للتكبير أو لإشعال النار بتركيز ضوء الشمس.

يرى العالم الإيطالي جيوفاني بتيناتو من جامعة روما أن الآشوريين استعملوا هذه العدسة كجزء من تليسكوب .. و قد يبين هذا السبب في أنهم كانوا يعلمون الكثير عن علم الفلك، لكن الخبراء في التاريخ الآشوري القديم غير مقتنعين بهذا الرأي، حيث يشكون بأن نوع الزجاج في هذه العدسة غير كاف لاستعمالها في هذا المجال، كان هذا الشعب يرا كوكب زحل كإله محاط بحلقة من الثعابين، و يقترح بتيناتو بأن ذلك كان تفسيرهم لحلقات زحل التي تشاهد بالتليسكوب، و يقول خبراء آخرون بأن الثعابين غالبا ما تذكر في الأساطير الآشورية، و يرون بأن ليس هناك أي ذكر للتليسكوب في أي من الكتابات الفلكية التي بقيت منهم .

عندما توجه لايارد إلى بريطانيا عرض هذه القطعة على العالم الفيزيائي ديفيد بروور الذي يظن بأنها ربما كانت تستعمل لتركيز أشعة الشمس أو كعدسة مكبرة كانت تساعد الحرفيين الذين كانوا يصنعون أختاما دقيقة، و نصوصا صغيرة الحجم على ألواح من الطين باستعمال خطوط كتابة مسمارية الشكل، و حتى الذين قد يتفقون على أنها عدسة في حقيقة الأمر يقولون بأنه من غير المحتمل أن تكون جزءا من تليسكوب.

يرد البروفيسور بتيناتو بالسؤال: كيف استطاع الآشوريون أن يروا كوكب زحل كإله محاط بحلقة من الثعابين؟ هل من الممكن أنهم قد رأوا ذلك من خلال تليسكوب، و فسروها بأنها ثعابين؟ لكن علماء آثار آخرون يظلون غير مقتنعين، و يشيرون إلى أن الشعب الآشوري قد استعملوا رموز الثعابين في العديد من الأماكن .. و يضيفون بأن لا وجود لأي ذكر في كتاباتهم عن الفلك لمثل هذه الآلة ..

عدسة نمرود ليست الوحيدة و الفريدة من نوعها من العالم القديم، فهناك قطعة زجاجية أخرى يبدو أنها عدسة يعود تاريخها إلى القرن الخامس ق م، وجدت في كهف في جبل إيدا في جزيرة كريت و هذه العدسة من النوعية الجيدة من الزجاج و جاء ذكر لها في مؤلفات الكاتبان الرومانيين بيليني و سينيكا اللذان قالا أنها كانت تستعمل كمنظار لمراقبة النجوم و الكواكب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق