الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الحكمة من خلق الجن والإنس


سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله : عن الحكمة من خلق الجن والإنس ؟

فأجاب قائلا : قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله - عز وجل - وفيما يشرعه .

وهذه القاعدة مأخوذة من قوله - تعالى - : " وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " ، وقوله : " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " ، وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله - عز وجل - فيما يخلقه وفيما يشرعه أي في أحكامه الكونية ، وأحكامه الشرعية ، فإنه ما من شيء يخلقه الله - عز وجل - إلا وله حكمة سواء كان ذلك في إيجاده أو في إعدامه ، وما من شيء يشرعه الله - تعالى - إلا لحكمة سواء كان ذلك في إيجابه ، أو تحريمه ، أو إباحته ، لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا ، وقد تكون مجهولة ، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله - سبحانه وتعالى - من العلم والفهم ، إذا تقرر هذا فإننا نقول : إن الله - سبحانه وتعالى - خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة ، وهي عبادته - تبارك وتعالى - كما قال - سبحانه وتعالى -: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " ، وقال - تعالى - : " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " ، وقال - تعالى - : " أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى " إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله - تعالى - حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته ، والعبادة هي : " التذلل لله - عز وجل - محبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه ، قال الله - تعالى - : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " ، فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس ، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذا لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها ، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثا وسدى ، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق