الاثنين، 17 أغسطس 2015

اسطورة الرجل الذئب


الرجل الذئب هو شخصية وهمية مبنية على أسطورة تحول الرجل إلى ذئب عند اكتمال القمر في كل شهر يمشي في الشوارع ويجوب الغابات بحثا عن الضحايا وعند شروق الشمس يتحول إلى إنسان مرة أخرى. يظهر الرجل الذئب في العديد من قصص الخيال والرعب، كرواية هاري بوتر متمثلة في شخصية ريموس لوبين المعلم الذي تتضح شخصيته كالرجل الذئب في الجزء الثالث من السلسلة.

أسطورة الرجل الذئب من أقدم وأشهر الاساطير في تاريخ البشرية. ويمكنك ان تجد قصصاً عن المذؤوبين في التاريخ القديم، يمكنك ان تجد الكثير من القصص عن هذه المخلوقات المتحولة في الصين، رومانيا، آيسلاند، البرازيل وهاتيتي.

في الولايات المتحدة والعالم عموماً يسمى بـ werewolf وببريطانيا وبعض الدول الأوروبية يسمى بالـ Lycane أما في اللغة العربية يسمى بالمذؤوب أو المستذئب، لكن ايا كانت التسمية فهي تتكلم عن شخص واحد يتحول في ضوء القمر إلى ذئب في حجم إنسان.

هنالك الكثير من القيل والقال في هذه الأسطورة لكننا سنتناول 3 قصص مختلفة تغطي ما يلزمنا لفهمها.

* الأسطورة الأولى :
انها إحدى الكتابات المبكرة عن المستذئبين وقد كان مصدرها الاغريق ورومانيا، أن آلهتهم المزعومة قد مرت بقصر الملك " Lycaeon ", لكنه لم يصدق أنهم آلهة، لذلك فقد وضع بعض اللحم البشري في إحدى الأطباق العديدة التي وزعت على مأدبة الاحتفال بهم.و بالرغم أكل لحوم البشر أمر مقيت لكنه في تلك المناطق النائية كان يعامل باستخفاف، باكتشاف الطبق المعني كان غضب الآلهة عليه كان شديداً فسخطوه إلى ذئب، فبما انه يحب اكل لحم البشر فان هذه الصورة تناسبه أكثر.. فإنسان يأكل إنساناً لهو أمر مشين أما ذئب يأكل إنساناً فهي شريعة الغاب ولا أكثر.

* الأسطورة الثانية :
و هي أيضاً من رومانيا تقول الأسطورة أن "كورنفيليوس" رجل نبيل عاش في قرية أصابها بعد حين وباء مات الجميع من اثره ما عداه حيث لم يصب حتى بسعلة كأنما اكتسب مناعة من نوع ما، جاء من بعده 3 أولاد واحد عضه الخفاش فصار مصاص الدماء والآخر عضه الذئب فأصبح مستذئباً والأخير حكم عليه ان يمضي وحيداً في طريق البشر الفانين. مثلت هذه الأسطورة في فيلم Underworld ببراعة تامة.

* الأسطورة الثالثة :
و تأتينا من ترانسلفانيا يقال انها نشأت من اسرة اسمها "سخاروزان ", عائلة اقطاعية منذ القرون الوسطى حكمت البلاد بالحديد والنار إلى ان اصابت اللعنة نسلهم حيث يولد اطفالهم مذءوبين وكان المرض يبدأ باسوداد لون البول ثم المغص وبعدها يتحولون إلى مسوخ ذئاب تعدي كل من تعضه وتصيبه باللعنة.

من أشهر القصص التي تتحدث عن الذئب هي " ذات الرداء الأحمر - Littile Red Riding Hood " حيث يتنكر الذئب في صورة جدة الفتاة البريئة ليخدعها، ويبدو أن الذئب لا يصعب عليه في هذه القصة شي سواء تنكراً أو كلاماً. لقد كان السحرة يتنكرون في أشكال الحيوانات ليسافروا عبر البلاد غير ملحوظين، فهل هناك رابط ما ؟؟

* المستذئب عبر التاريخ
لقد كان هنالك شواهد مريبة على هذه الأسطورة وقد وصفها علماء لهم ثقلهم
لقد وصفها الطبيب اليوناني " مارسيليوس السايدي " من أركاديا حين تحدث عما يدعى (لايكا أنثروبي) أي (حالة التصور الذئبي) حيث يأكل المريض اللحم النيء ويعوي كلما رأى القمر بدرا.
ً
حتى علماء العرب شديدوا الرصانة كتبوا عن هذا المرض ومنهم "ابن سينا" و"الزهراوي"، حيث لاحظ ابن سينا لدى أحد مرضاه كثافة في الشعر وكبراً بالجبهة وخوفاً من الضوء وقد أسماه حينها بـ (القُطرٌب) وهي محاولة لتعريب لفظة (لايكا أنثروبي) في صورة قريبة من فهم العقل العربي. في البحث في عادات وتقاليد رجال الشمال - Norsemen (إسكندنافيا وما حولها) وجد ان هنالك محاربين أسطوريين يدعون البرسركيين - Berserkers, كانوا مجموعة من رجال الشمال والذين عرفوا بوحشيتهم وعنفهم بالقتال. لا يخافون، لا يشعرون بالألم، وقوتهم البشرية خارقة، يقاتلون حتى النهاية ولا استسلام. لاستعدادهم للحرب فانهم يرتدون جلود الدببة أو الذئاب ! وعند البحث عن اصل كلمة بيرسيرك - Berserk (و تعني المقاتل المسعور والشرس) في لغة أهل الشمال فانها تأتي من " جلد الدب - Bear Skin "، وهنالك محاربون آخرون يلبسون جلد الذئب فقط وهم " ulfheobar " أو " ulfhedin "، لكنهم بالنهاية صنفوا جميعاً تحت اسم البرسركيون - Berserkers. كان اعتقادهم انه عند لبس هذه الأردية المخيفة فانهم يكتسبون قوة وشراسة هذه الكائنات. ويصف رجال الشمال (الفايكينج) طريقة قتال البيرسركيين بأنهم ممسوسين بشراسة ووحشية لا تجدها الا بالوحوش البرية.

من الجدير بالذكر ان الرحالة العربي " أحمد بن فضلان " الذي سافر مع " بولفاي " أحد أمراء الشمال قد قابل هؤلاء الوحوش وفي تلك المعارك كسرت شوكتهم إلى الأبد بفضل ذكاء الرحالة العربي، لقد أوصاه "بولفاي" بكتابة هذه الملحمة ليتذكرها من بعدهم وبذلك فقد أرخت في التاريخ العربي ضمن "رحلات ابن فضلان" وخلدت في عالم السينما في فيلم " المقاتل الثالث عشر -13th warrior " الذي مثله انطوني بانديراس وعمر الشريف

* بورفيريا
تحدثت النشأة الثالثة للأسطورة عن اسوداد البول والمغص كذلك تحدث العلماء عن كثافة الشعر وحب اللحم النيء، وهذه اعراض مرض له تفسير علمي وعلاج واطلق عليه (مرض الرجل الذئب) اما الاسم العلمي له فهو (بورفيريا) و هو عبارة عن اختلال تمثيل الحديد في جسم الإنسان ومن ثم تحدث اعراض المغص والبول الأسود (المتضمن للحديد) وفي حالات نادرة تسطيل الاظافر وتبرز الانياب ويتجعد الجلد, تصير الحواجب كثيفة والشفاه متشققة والعينان حمراوين ويتجنب المريض الشمس لانه لا يتحملها باختصار يتحول إلى ذئب بشري ولاكن عند قتلهم يعود إنسان كما كان.

ومن ثم تولد الأسطورة، ويضفي عليها خيال الإنسان وخوفه من المجهول ذلك الكيان المرعب الذي نعرفه حاليا من قصص وافلام الرعب التي يستخدمون فيها المؤثرات المذهلة المخيفة.

ربط القمر الكامل بالمستذئب عرضياً لما يرمز له القمر من قوة غير طبيعية عند القدماء وقدرته على دفع البشر نحو الجنون وحيث يرتبط الإنسان بالوحش بشكل سحري وخارق للطبيعة ولربما بدا مريض الرجل الذئب على هذه الهيئة، لكن هل وجدت هذه الكائنات حقاً ؟؟.

بقي أن نذكر ان مصاصي الدماء يرمزون إلى الطبقة الراقية من المجتمع، بينما يرمز المستذئبين إلى الطبقة العاملة والكادحة، اما الزومبي أو الموتى الأحياء يرمزون إلى الطبقة الفقيرة جدا.

* كيف يمكن قتلهم؟!
تقول الاساطير أنه يمكن قتلهم عن طريق..طعنهم بسكين من الفضة - إطلاق النار عليهم في القلب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق