السبت، 22 أغسطس 2015

هل يمتحن الاطفآل في قبورهم؟


اختلف الناس في ذلك على قولين هما وجهان لأصحاب محمد (ص).
و حجة من قال أنهم يسألون أنه يشرع الصلاة عليهم و الدعاء لهم و سؤال الله أن يقيهم ! عذاب القبر و فتنة القبر كما ذكر مالك في موطئه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه على جنازة صبي فسمع من دعائه اللهم قه عذاب القبر.
واحتجوا بما رواه على بن معبد عن عائشة رضي الله عنها أنه مر عليها بجنازة صبي صغير فبكت فقيل لها ما يبكيك يا أم المؤمنين فقالت هذا الصبي بكيت له شفقة عليه من ضمة القبر.
واحتجوا بما رواه هناد بن السرى حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إنه كان ليصلي على المنفوس و ما ان عمل خطيئة قط فيقول اللهم أجره من عذاب القبر .
قالوا والله سبحانه يكمل لهم عقولهم ليعرفوا بذلك منزلهم و يلهمون الجواب عما يسألون عنه.
قالوا و قد دل على ذلك الأحاديث الكثيرة التي فيها أنهم يمتحنون في الآخرة و حكاه الأشعري عن أهل السنة و الحديث فإذا امتحنوا في الآخرة لم يمتنع امتحانهم في القبور
قال الآخرون السؤال أنما يكون لمن عقل الرسول و المرسل فيسأل هل آمن بالرسول و أطاعه أم لا فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه ما فكيف يقال له ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم و لو رد إليه عقله في القبر فإنه لا يسأل عما لم يتمكن من معرفته و العلم به و لا فائدة في هذا السؤال و هذا بخلاف امتحانهم في الآخرة فإن الله سبحانه يرسل اليهم رسولا و يأمرهم بطاعة أمره و عقولهم معهم فمن أطاعه منهم نجا و من عصاه أدخله النار فذلك امتحان بأمر يأمرهم به يفعلونه ذلك الوقت لا أنه سؤال عن أمر مضى لهم في الدنيا من طاعة أو عصيان كسؤال الملكين في القبر.
و أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على ترك طاعة أو فعل معصية قطعا فان الله لا يعذب أحدا بلا ذنب عمله بل عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره و إن لم يكن عقوبة على عمل عمله و منه قوله إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه أي يتألم بذلك و يتوجع منه لا أنه يعاقب بذنب الحي و لا تزر وازرة وزر أخرى.
و هذا كقول النبي «صلى الله عليه وسلم» السفر قطعة من العذاب فالعذاب أعم من العقوبة و لا ريب أن في القبر من الآلام و الهموم و الحسرات ما قد يسرى أثره إلى الطفل فيتألم به فيشرع المصلى عليه أن يسأل الله تعالى له أن يقيه ذلك العذاب و الله أعلم.

posted from Bloggeroid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق