الجمعة، 7 أغسطس 2015

برمجة العقول بخدعة الإجماع!


ملحوظة : إذا كان فهمك ضعيف ، أو كنت من أكثر الناس الذين لا يفقهون ويفهمون بالظن ، أو كنت من الذين لا يقرأون ولا ينفذون أمر الله إقرا ،، فاقرآ فقط آخر عشرة أسطر من المقال .
مقال من جزأين تم تنقيحهما وتطويرهما ، وسأرد بإذن الله على الأسئلة تباعا في آخر المقال

* الجزء الأول

خدعوك فقالوا : أن الأمة لا تجتمع إلا على خير . كي يوهموك أن اجتماعهم هو الخير وإجماعهم هو الخير . من هنا بدأ موروث الآباء والأجداد المدمر في الانتشار بين الناس باسم الدين . جعلوا إجماع الأمة من الدين ، يعني إجماع الآباء والأجداد !!!
يستندون بذلك على حديث منكر ومكذوب في معظم كتب رواة الحديث ، وضعيف في كتب أخرى ، يقول هذا الحديث : إنَّ أمَّتي لا تجتمعُ علَى ضلالةٍ فإذا رأيتُم الاختلافَ فعلَيكُم بالسَّوادِ الأعظمِ الحقِّ وأهلِه
بسبب هذا الحديث "الكذب" ينطبع في عقول الناس أن السواد الأعظم هو الذي على الحق ، وغيره على الباطل .
كان هذا بداية انهيار الدولة الإسلامية التي كانت تتبع المنهج الحق .
وبعدها بدأ الناس يهجرون كلام الله وكلام الرسول وتوجيهاته ، ويعبدون "الإجماع" مع استحالته علميا ودينيا . لأن الله قال "ولا يزالون مختلفين"
منذ الآن خذ هذه النصيحة : إن جاء إليك أحد وقال أجمع العلماء على كذا وكذا ، فاعلم يقينا أنه يريد أن يسيطر على عقلك بفكرة الإجماع ومعيار الجماعة كي لا تفكر في منطقية وعقلانية ما يقوله .. فاحذر وأشغل عقلك ، إن وجدته موافقا لما جاء في القرآن والحديث خذ به ، وإن لم تجده فاعلم أنها خدعة قد يكون قائلها نفسه لا يعلم أنه واقع فيها .
دعونا نتأمل "بالعقل" أولا ، هل الأمة لا تجتمع على ضلالة ؟
1- تجتمع الأمة الإسلامية كلها على الكسل إلا قليل !
2- تجتمع الأمة الإسلامية على عدم القراءة وعلى الجهل إلا قليل !
3- تجتمع الأمة الإسلامية على تدني الأخلاق وعلى الغيبة والنميمة والتدخل في نيات الناس والأحكام والتصنيف إلا قليل ! (ذات يوم كنت أتناقش مع عالمة ملحدة ، قالت لي : دين لم يستطع تهذيب أمته كيف أدخل فيه !!!! عندما قلت لها أن الإسلام ليس المسلمين ابتسمت وقالت لي : كلهم بيقولوا كده !! وأنا خايفة أبقى كده زيهم)
4- تجتمع الأمة الإسلامية على الاستهلاك لمنتجات الغير "الغربي" ولا تنتج إلا قليل
5- تجتمع الأمة الإسلامية على تصديق الشائعات السلبية ونشرها فورا إلا قليل
6- تجتمع الأمة الإسلامية على سرعة "تخوين" العلماء والتشكيك فيهم و"كفر" الفوائد الرائعة التي قدموها إذا ما اختلفوا معهم في الرأي إلا قليل !
هذا ما تجتمع عليه الأمة !!! وهذا ما عليه السواد الأعظم ! هل هذا ليس ضلال ؟ أم أننا نحفظ جمل نسميها أحاديث ونرددها كالببغاء دون تبين وتفكر وتأكد ؟
دعونا الآن نتأمل هل هذه المنهجية توافق منهجية القرآن الكريم ؟ ترى هل يرى القرآن أن الأكثرية للحق أم للباطل ؟
تأمل بهدوء !
- "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ"
الأكثرية غير مؤمنين حتى لو حرصت !
- "وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ"
لو أطعت أكثر من في الأرض سوف يضلوك ، فانتبه واختر القلة المفيدة !
- "وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا"
أكثر الناس اختاروا كفران الحق وعدم إظهاره !
- "وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
أكثر الناس جاهلين لا يعلمون
- "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا"
القرآن فيه من كل مثل ومن كل عبرة وكل علم وكل موضوع وكل فائدة ، ولكن أكثر الناس يكفرون هذه الدرر باتباعهم مناهج بالية عفى عليها الزمن كانت نافعة في زمانها أما الآن فأدت إلى انهيار كل الأمة وجعلها في ذيل كل الأمم !!
- "اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ"
جعل الله الليل للسكن والنوم ، والنهار للمعيشة والسعي للرزق ، وأكثر الناس لا يشكرون الله على هذه النعمة الرهيبة التي تم فيها آلاف الأبحاث في الغرب أثبتت أن من ينام ليلا ويستيقظ نهارا يجذب كل الرزق بدون أي جهد ، وأكثر الناس كفروا هذه النعمة بعدم شكرها بل وبالسهر ليلا والاستيقاظ متأخرين متبعين جملة من الموروث تقول "من طلب العلا سهر الليالي" مع أن البركة في البكور لذا أغيرها دائما للشباب في معظم الكورسات التي أقدمها إلى "من طلب العلا نام بدري وصحي بدري" !
- "وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ"
أكثر الناس لا يلتزمون بعهدهم مع الله في كتبه السماوية ، وحتى من يلتزم يكون فاسقا بأمور كثيرة منها "نشر الغيبة والنميمة وتخوين الناس وتصديق الإشاعات" وهذه لب الفسق بنصوص القرآن .
- "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
أكثر الناس ماشيين وراء الظن بدون التأكد من الحق بالأدلة الحسية المعروفة ، وأكثر هذا الظن إثم كما أشار القرآن في موضع آخر ، أي أن أكثر الناس المتبعين للظن آثمين بنص القرآن .
- "إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ"
رغم كل نعم الله على الناس إلا أن أكثرهم لا يشكرون ولا يحمدون الله حق حمده ! لذلك تتناقص النعم من عندهم ، لأن الشكر يسبب الزيادة ، وعدم الشكر يؤدي للنقصان .
- "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا"
يخبر الله أن معظم الناس لا يستخدمون عقولهم التي فضلهم الله بها على الأنعام ، لذا يتبعون القناعات بدون تفكير فلا يسمعون أو يعقلون ويكونوا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ! وهذا لب ما يجعلهم غثاء كغثاء السيل ، اتباع الموروث بدون تفكير أو استخدام العقل !

لو كان الأكثرية على الحق فلماذا سمى رسول الله المسلم الحق أنه سيكون غريب ؟ لأنه سيكون غريب عن كل السواد الأعظم الذي على غير الحق .
غريب : مبتسم سعيد ، ومعظمهم كئيب حزين
غريب : مرتاح متفائل ،ومعظمهم متشائم تعبان
غريب : مطمئن لا يخاف ولا يقلق ،ومعظمهم يخاف ويقلق
غريب : يأتيه الرزق سهل يسير من كل اتجاه ، ومعظمهم يعيش في ضيق العيش وصعوبة الرزق
غريب : يعيش في الجنة على الأرض ، ومعظمهم يعيش نارا داخله وفي نفسه على الأرض !
غريب : في كامل الصحة والعافية ولا يمرض ، ومعظمهم مرضى بل ويؤمنون كذبا بأن الله عندما يحب أحدا يبتليه بالمرض وضيق العيش لأنهم أقنعوهم بهذا في هذا الموروث المدمر !!!
لذا طوبى للغرباء وهم الذين يطبقون الدين بشكل صحيح فتكون حياتهم سعادة وراحة واستمتاع يأتيهم الرزق من كل اتجاه لا يحزنون إذا حزن الناس ، ولا يخافون إذا خاف الناس ،، فيتهمهم "السواد الأعظم" بأنهم غريبين !!! أو بلفظ عامي "باردين مابيحسوش" .. الخيارات كلها أمامك ، ترى هل تريد أن تكون من السواد الأعظم ؟ أم من الغرباء .. أنت السبب .. اختر

* الجزء الثاني :

عندما تم خداع الناس بفكرة "الإجماع" وإيهامهم أنها مصدر للتشريع ، أصبح الناس يعبدون الإجماع أشد من عبادتهم لله ، بل أصبحوا عند وجود إجماع على شيء يخالف نص القرآن والحديث ، يأخذون بالإجماع ويتركون نص القرآن والحديث . بدون وعي منهم وأنا أوقن أن معظمهم لا يقصد وغير منتبه لهذه الخدعة العقلية
الإجماع كما قلت في المقالة السابقة يستحيل عقلا ودينا ، لذا يستخدمه كل فئة لإقناع الناس بما يريدون .
أريد أن أعطي لكم مثالا خطيرا على مصيبة اتباع الإجماع "بدون تفكير" ، وبالطبع في المقالة السابقة ظن أتباع منهج "الأبيض والأسود" أني أرفض الإجماع أو أن الأمة لا يمكن أن تجتمع على خير .. لذا قلت بوضوح "شغل عقلك" فلو الإجماع على ما يوافق الكتاب والسنة فخذ به ، لكن لو لا يوافقه فشغل عقلك لأن الإجماع ليس تشريع رباني وإنما هو اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب !!!
أنا هنا أنبه الإنسان إلى أنه صعد بالإجماع إلى منزلة هي نفس منزلة القرآن والسنة : جعل لله أندادا يحبونهم كحب الله !! هنا الخطورة وأصبحوا يتعاملون مع الإجماع كأنه تشريع رباني فلا يفكرون فيه ، مما أدى لانهيار الأمة الإسلامية انهيارا مدويا وجعلها في الحضيض وفي ذيل الأمم
إليكم المثال التالي :
أخطر شيء في حياتنا وعبادتنا هو الدعاء ، فلقد خلقنا الله للدعاء ، والعبادة هي الدعاء ، والصلاة دعاء .. لذا قال الله تعالى في القرآن الكريم :
1- وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
2- وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
3- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الدعاء :
1- "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم . ما لم يستعجل"
2- "ما أذن الله عز وجل لعبد في الدعاء ، حتى أذن له في الإجابة"
3- "إذا نودي بالأذان فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء"
4- "أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء ، فإنه قمن أن يستجاب لكم"
5- "إن الله تعالى إذا أراد أن يستجيب لعبد أذن له في الدعاء"
6- "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه"
7- "قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات"
8- "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة . قالوا : فماذا نقول يا رسول الله ؟ قال : سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة"
9- "إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء ، و استجيب الدعاء"
10- "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء"
11- "سل تعطه" (أي اسأل الله تأخذ ما سألت) قال عبد الله بن مسعود "كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر معه ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سل تعطه . سل تعطه )
12- "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أهبط منها ، وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة لا يرافقها مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ، وقال بيده يقللها ، فقال عبد الله بن سلام : قد علمت آية ساعة هي ، هي آخر ساعات يوم الجمعة ، هي الساعة التي خلق الله فيها آدم ، قال الله سبحانه وتعالى : { خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون }"
13- "إن من الليل ساعة ، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا ، إلا أعطاه إياه"
14- "ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم إلاقالت النار : يا رب إن عبدك فلانا قد استجارك مني فأجره ، و لا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قالت الجنة : يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة"
15- "من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس ، لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة ؛ إلا أعطاه الله إياه"
16- "من لم يسأل الله يغضب عليه"
17- "من دعا بهذه الكلمات الخمس لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"
18- "ما من عبد يرفع يديه ، يسأل الله مسألة ، إلا أتاه إياها ، ما لم يعجل ، يقول : قد سألت و سألت ، فلم أعط شيئا"

هل رأيت الآن كم الآيات القرآنية الربانية والأحاديث النبوية الشريفة التي "تفتح النفس" وتريح القلب والعقل وتجعلك متفائلا مرتاحا وأنت تدعوا الله ،،
هل تدرك على ماذا أجمع أئمة المسلمين في الموروث ؟
أجمعوا على "نسف اليقين" في الدعاء دون أن ينتبهوا ، ونسفوا كل هذه الآيات والأحاديث بمقولتهم التي يعبدها الناس أشد عبادة من الله حين قالوا : لو دعوت الله ، فربما يستجيب لك ، وربما يزيل لك شيئا سلبيا ، بل وربما يؤخرها إلى يوم القيامة !!!!!!!
لذا أصبح الناس عند الدعاء ، مش عارفين ، ترى هل سيستجيبها الله ، أم سيكون حظهم أن يزيل الدعاء شيئا سلبيا ، أم يا حرام سيكون حظهم أن يستجاب دعاؤهم في الآخرة !!! فنسف اليقين داخلهم
بالله عليكم بهذا الإجماع كيف نحقق اليقين في الدعاء ؟ اليقين بماذا بالله عليكم ؟
كيف نحقق حديث النبي الكريم "فإذا سألتُم اللَّهَ تَعالى أيُّها النَّاسُ فاسألوهُ وأنتُم موقِنونَ بالإجابةِ"
كيف أكون موقن بالإجابة ، وإجماع علماء الأئمة أنك لا تعلم هل ستجاب أم ستؤخر ليوم القيامة ؟؟؟؟؟
أتدرون من أين أتى هذا الإجماع ؟
أتى من تفسير خاطئ للحديث النبوي الشريف :
"ما مِن مسلِمٍ يدعو اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدَعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ، ولا قَطيعةُ رحِمٍ ، إلَّا أعطاهُ اللَّهُ بِها إحدى ثلاثِ خصالٍ : إمَّا أن يعجِّلَ لَهُ دعوتَهُ ، وإمَّا أن يدَّخرَها له في الآخرةِ ، وإمَّا أن يصرفَ عنهُ منَ السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكْثِرُ ، قالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ"

ولو تأملنا بعمق وتفكر في هذا الحديث لأدركنا أن الله يريد لنا الخير من كل اتجاه بسبب الدعاء ، فلو دعوت الله وأنت موقن ، فسوف يعجل لك الدعاء في الدنيا ، ولو دعوت الله واليقين عندك ضعيف فسوف يصرف عنك من السوء مثلها ، ولو دعوت الله بلا يقين فسوف يدخر لك في الآخرة .
أي أنك أمامك ثلاث خيارات كلهم خير بسبب الدعاء ، ولو لم تجد الدعاء محققا في الدنيا فاعلم أن يقينك به خلل وأن الدعوة لم تذهب عليك ، فانتبه وأيقظ اليقين داخلك وادع وادع حتى تستجاب لك .
سأعطيكم مثالا كي أشرح المقصود بالحديث الشريف :
لو قال مدرس لطلابه في موقف الاختبار ، لن يرسب عندي أحد ، وكل من يحل الاختبار سوف يحدث له إحدى ثلاث خصال ، إما أن يأخذ الدرجة كاملة ، وإما أن يأخذ جيد وإما أن يأخذ مقبول !!!
هل معنى هذا أن من يحل الاختبار ليس له يد في الدرجة النهائية ؟؟؟ بالطبع لا .
لو اجتهد وأجاب الإجابات كلها صحيحة فسيأخذ الدرجة كاملة
ولو لم يكن مجتهدا وأجاب على أسئلة وترك أو أخطأ بعضها سيأخذ جيد
أما لو كان غير مجتهد على الإطلاق فبكرم المدرس سوف ينجح بمقبول !!
يعني كلها خير لكن شد حيلك فأنت السبب
لذا لو تأملتم نهاية الحديث ، فرح الصحابة وقالوا : إذا نكثر . طالما كلها خير ، فحتى لو كان يقيني ضعيفا فسوف يزول شيء سلبي أو تؤخر ليوم القيامة لكني سأكثر كي أعلي اليقين ويعجل لي بها في الدنيا .
شغل عقلك :

لما ربنا يقول في القرآن : أمن يجيب المضطر إذا دعاه ،، ترى المضطر عاوز الإجابة حالا في الدنيا ولا عاوزها في الآخرة ؟؟؟ وربك في القرآن يقول لك أنه يجيبه !!!! أي كل المضطرين يجيبهم فورا في الدنيا !! بس بشرط "إذا دعاه" بيقين وثقة كما حدث لهاجر ولأم موسى ولسيدنا موسى وغيرها من القصص التي تعلي اليقين في القرآن لكن الناس للأسف عبدت الإجماع وتناست أو نسيت قصص القرآن الرهيبة التي تحكي روعة الإجابة الفورية في الدنيا !! ونسيت أن الله تعالى قال :
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"
ترى من يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل هذه الأيام ينقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسه سوء ؟ أم يتأخر هذا عليه ؟؟؟؟ أتعلمون لماذا يتأخر عليه ، لأنه نسي كلام الله وآمن بكلام الإجماع !! والله عند ظن عبده به !!
الأمثلة في موضوع الإجماع الذي دمر المجتمع كثيرة جدا ، من ضمنها إجماع العلماء على أن الدنيا دار بلاء ومشقة وتعب مع أن هذا مخالف لكل نصوص القرآن والحديث ، وإجماعهم على تفسير "لقد خلقنا الإنسان في كبد" على أن معناها التعب والمشقة مع أن ترجمان القرآن بن عباس فسرها كبد أي مستقيما واقفا في شكل جميل وكذلك فسرها عدد كبير من علماءنا الأجلاء ،، وإجماعهم على مقولة خبيثة لا أدري من قالها "أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد" لإقناعك أن الله يعاندنا ويعبث بنا ويأتي بعكس مرادنا مع أن الله قالها في القرآن صراحة "من يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها" لذا أغير هذه القناعة للشباب دائما في الكورسات بجملة "أنا أريد وأنت تريد والله كريم يؤتنا ما نريد"
وإجماعهم أيضا على أن المؤمن دائما مصاب وأن الابتلاء قد يأتيك ليرفعك درجات فأصبح الناس مرعوبون من الابتلاء الذي سيأتيك لرفع درجاتك فنسفوا الاطمئنان عند الناس ونسفوا اليقين في الله ونسفوا آيات القرآن التي تحثك على الاطمئنان لله وعلى رأسها الآية المطمئنة الرائعة التي يقول الله لنا فيها
"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
تأمل بهدوء واستمتاع وتفكر وتدبر في هذه الآية
كأن الله يقسم أنه لن يذهب عنك نعمة الصحة والعافية والسعادة والراحة وأي نعمة أبدا ،،،،، حتى تغير شيئا بنفسك
يعني من الآخر .. أنت السبب ، لا يمكن أن يأتيك البلاء فجأة بدون أي سبب !!
ناسي ولا أفكرك ؟

عارف إيه سبب انهيار الأمم السابقة ؟ فاكر إيه اللي خلاهم يضيعوا زي ما ربنا بيذكرنا في القرآن ؟ أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .
طيب قل لي بالله عليك ، مين المشرع ؟ الله صح ؟
وما هو مصدر التشريع ؟ الله والرسول صح ؟
لما يجي الشيطان يقنع الناس أن مصدر التشريع إجماع الأئمة والعلماء ، أليس هذا تأليه لهم وجعلهم أربابا ونزع صفة الخطأ البشرية منهم !!!
ثم بعد ذلك تبدأ المعلومات الخاطئة بالانتشار بحجة الإجماع ، فتضيع الأمة ، لأنهم وقعوا في نفس الخطأ واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ! كما فعلت الأمم السابقة
هام :

لأن أكثر الناس يتبعون الظن ، فسوف يظن الناس سوءا بهذا المقال ، وسوف يظن بعضهم أني أريد شيئا سلبيا من ورائه ، ولكن ظنهم لا يغني عن الحق شيئا فاقرأوا تعليقاتهم وابتسموا بوعي
لا تفهم من هذا المقال أني أسفه من الإجماع ، حاشا لله ، ولكني أقول أن هذه الحجة التي يلجأ إليها معظم الناس لإقناعك بشيء هي حجة باطلة ، فقد يجتمع الأئمة على شيء خطأ لأنهم بشر ، وقد يجتمع كل علماء المسلمين على شيء خطأ لأنهم بشر، الأئمة والعلماء نحترمهم ونقدرهم لكن لا نعبدهم وندعي زورا أنهم لا يخطئون ، ولو تفكرت قليلا لوجدت أن الخلفاء الراشدين وحفظة كتاب الله وكل أئمة الإسلام في أول عصره كانوا مجتمعين على أن الأرض مستوية ،، وهذا كان خطأ وباطل يخالف الحق ، والعلم الحديث أثبت هذا للأطفال !! فلا يغرنك خدعة الإجماع ، فشغل عقلك وانتبه واعلم أنا ما أجمع عليه العلماء في الماضي قد يكون فضيحة ونكتة في الوقت الحاضر ، فاتبع كتاب الله وسنة رسوله ولا تتبع الإجماع إلا بعد التفكير والتمحيص .
وبما أنك أنت السبب ،، فأيضا لو غيرت السبب الذي جاءك بسببه البلاء ، سيتغير البلاء للأحسن أيا كان هذا البلاء ، لذا الدعاء الذي يخرج من المصائب والبلاءات فيه إقرار أنك أنت السبب "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" أي أنا السبب وأنا اللي ظلمت نفسي ، لذا كن مطئمنا مرتاحا واثقا في ربك ، ولئن شكرت الله سيزيدك !! كي تكون حياتك كلها روائع .. انتبه مرة أخرى .. أنت السبب .. اختر

منقول عن (أحمد عمارة - القاهرة/مصر)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق