الخميس، 20 أغسطس 2015

حتى لاتجرح المشاعر!


ترك رجل زوجته واولاده من اجل وطنه قاصدا ارض معركة تدور رحاها على اطراف البلاد
وبعد انتهاء الحرب واثناء طريق العودة اخبر الرجل ان زوجته مرضت بالجدري في غيابه
فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك
تلقى الرجل الخبر بصمت وحزن عميقين شديدين
وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين فرثوا لحاله وعلموا حينها انه لم يعد يبصر
رافقوه الى منزله واكمل بعد ذلك حياته مع زوجته واولاده بشكل طبيعي

وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته
وحينها تفاجا كل من حوله بانه عاد مبصرا بشكل طبيعي
وادركوا انه اغمض عينيه طيلة تلك الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها
تلك الاغماضة لم تكن من اجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة
وبالتالي تثبيتها في الذاكرة والاتكاء عليها كلما لزم الامر
لكنها من المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كلف ذلك
ان نعمي عيوننا لفترة طويلة خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي ذاك
المعبر المفروض الى الجمال الروحي

ربما تكون تلك القصة من النوادر..او حتى من محض الخيال

! لكن..هل منا من اغمض عينه قليلا عن عيوب الاخرين واخطائهم كي لا يجرح مشاعرهم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق