الاثنين، 9 نوفمبر 2015

المسائل الثمانية


سأل عالم تلميذه: منذ متى صحبتني؟

فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثون عاما.

 فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!

قال التلميذ: ثماني مسائل.

قال العالم: {إنا لله وإنا إليه راجعون} افنيت عمري معك ، ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟!

قال التلميذ: يا أستاذ انا لم أتعلم غيرها ، ولا أحب أن أكذب.

فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع.

 
قال التلميذ:

المسئلة الأولى:-

أني نظرت إلى الخلق ، فرأيت كل واحد يحب محبوبا ، فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه ، فجعلت الحسنات محبوبي ، فإذا دخلت القبر دخلت معي.

المسئلة الثانية:-

أني نظرت إلى قول الله تعالى:

{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}

فأجهدت نفسي في دفع الهوى ، حتى استقرت علي طاعة الله.

 المسئلة الثالثة:-

أني نظرت إلى هذا الخلق ، فرايت أن كل من معه شيء له قيمة ، حفظه حتى لا يضيع ونظرت إلى قول الله تعالى:

{ما عندكم ينفذ وما عند الله باق}

فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة ، وجهته لله ليحفظه عنده.

المسئلة الرابعة:-

أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ، ونظرت إلى قول الله تعالى:

{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.

المسئلة الخامسة:-

أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ، ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ، ونظرت إلى قول الله عز وجل:

{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا}

فتركت الحسد واجتنبت الناس ، وعلمت أن القسمة من عند الله ، فتركت الحسد عني.

المسئلة السادسة:-

أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ، ونظرت إلى قول الله عز وجل:

{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}

فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.

المسئلة السابعة:-

أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق ، حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ، ونظرت إلى قول الله عز وجل:

{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}

فعلمت أني واحد من هذه الدواب ,فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.

المسئلة الثامنة :-

أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله ، هذا على ماله وهذا على أهله وهذا على صحته وهذا على مركزه ، ونظرت إلى قول الله تعالى:

{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}

فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله. 


فطوبى لكل من كان هذا جل زاده من العلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق