السبت، 7 نوفمبر 2015

القناعة بما قسم الله


رجل فقير كان يعمل خادماً لدى أحدهم ، ليرعى أمه و زوجته و اولاده ، كان مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن عمله!

فقال سيده في نفسه: لابد أن أعطيه زيادة حتى لا يتغيب عن العمل ، فهو لم يتغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه ، لانه يعلم بحاجتى الماسة إليه.

وبالفعل حين حضر في اليوم التالي أعطاه راتبه و زاده عليه.

لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده ، عن سبب الزيادة ، وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى.

فغضب سيده غضباً شديداً وقال: سااقتص منه الزيادة.

فاقتص مازاده له ، و لم يتكلم العامل و لم يسأل عن سبب نقصان راتبه.

فإستغرب الرجل مِنْ ردة فعل الخادم ، وسأله: زدتك فلم تأبه ، وأنقصتك فلم تتذمر!

 فقال العامل: عندما غبت في المرة الأولى ، كان الله قد رزقني مولوداً.

فحين زدتني ، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه.

وحين غبت في المرة الثانية ، كانت امي قد ماتت.

وعندما أقتصصت مني الزيادة ، قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .

ما أجملها مِنْ أرواح تقنع و ترضى بما وهبها إياه الرحمن ، وتترفع عن نسب ما يأتيها للانسان فيما يأتيها مِنْ زيادة في الرزق أو نقصان.

 (اللهم أغننا بفضلك ، عمن سواك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق