الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

الشيخ والببغاء


كان هناك شيخ يعلم طلابه عقيدة التوحيد، والمعنى العظيم الذي تحمله شهادة " لا إله إلا الله"، وكيف انها حصن الله، وما هي العوامل التي تساعد الانسان على دخول حصن الله، بشرطها وشروطها.

وكان الشيخ محبا للطيور، ويعشق منها الببغاء، فجاء احد طلابه ببغاء هدية له، فقبلها .

وتقديرا للهدية، اصبح الشيخ يجلب الببغاء الى الدرس، وهو يردد دائما شهادة " لا إله إلا الله " - حتى اصبح الببغاء يرددها ليل نهار - فتعلمها.

وفي أحد الايام جاء الشيخ وحيدا حزينا عيناه تذرف الدموع. فساله طلابه عن السبب, فقال لهم جاءت القطة واكلت الببغاء. فقالوا له: ألهذا تبكي ياشيخنا ؟! إن شئت أحضرنا لك غيره وأفضل منه ؟

فاجاب الشيخ: لست أبكي لفقداني الببغاء، ولكنني ابكي، على نفسي وغيري، فحينما داهم القط الببغاء، أخذ يصرخ ويصرخ، إلى أن مات، مع أنه كان يكثر قبل ذلك، من قول " لا إله إلا الله " إلا أنه عندما هاجمه القط نسيها، ولم يقم إلا بالصراخ، ماجعلني قلت لنفسي، ويح نفسي، لقد كان الببغاء يقولها بلسانه، ولم يؤمن بها في قلبه، ولم يشعر بعظيم اثرها في نفسه. فحينما تعرض للمحنة نساها، واهتم بالصراخ.

فقلت لنفسي اخشى ان اكون مثل هذا الببغاء، أردد كلمة التوحيد، ولا اعرفها، وحينما اتعرض للمحنة، او يدركنا الموت، فلا اذكرها. فأخذ الطلاب يبكون خوفا من عدم الصدق في النطق بشهادة " لا إله إلا آلله "

عن النبي ﷺ قال: سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: قال الله جل جلاله: {إني أنا الله لا إله، إلا، أنا، فاعبدوني، فمن جاء منكم بشهادة أن. " لا إله إلا الله " بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي}.

نسال الله ان يوفقنا لمعرفتها والعمل بها، ومعرفة حقوقها وواجباتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق