السبت، 14 نوفمبر 2015

غزوة حمراء الاسد


❖ تعد غزوة حمراء الأسد إمتدادا طبيعيا لغزوة أحد والتي انهت صفحة من صفحات المواجهة بين المسلمين وقريش وأعوانها في أحد ودفع فيها المسلمون ثمنا باهظا نتيجة لعدم إطاعتهم أوامر رسول الله ﷺ وكان السبب الرئيسي لتلك الغزوة محو اليأس من قلوب المسلمين وإعادة التفاؤل والثقة وذلك بعد أن شعر النبي ﷺ بما يعانيه أصحابه من مرارة الهزيمة في أحد بالإضافة إلي أنها ستكون خير رسالة لقريش وأعوانها بأن المسلمين مازالوا أعزة قادرين علي المواجهة ومواصلة القتال والجهاد في سبيل نصره الإسلام.

❖ ومن هنا كان قرار رسول الله ﷺ بضرورة المواجهة وعلي الفور وفي اليوم التالي لأحد أمر النبي ﷺ بلال بالنداء بالإستعداد لملاقاة العدو وخص بذلك من شهدوا معركة أحد تأكيدا لقدراتهم علي مواصلة القتال بإستثناء جابر بن عبدالله الذي تخلف عن غزوة أحد بسبب أمر والده برعاية أخواته فقد أستأذن النبي ﷺ للمشاركة هذه المرة.

❖ وانطلق المسلمون مع رسول الله ﷺ لرد إعتبارهم وفي الطريق اقبل معبد بن أبي معبد الخزاعي فعزي النبي ﷺ فيمن أصيب من أصحابه وأعلن دخوله الاسلام وكانت هذه فرصة ذهبية كما رآها النبي ﷺ يمكن إستغلالها لإرهاب قريش خاصة وانها تجهل إسلامه وبينما كان ابوسفيان وقومه يتلاومون فيما بينهم كيف يعود دون إلي مكة دون القضاء علي المسلمين أقبل الخزاعي فسألوه عن حال المسلمين فقال انهم خرجوا في جيش عظيم ونفوس غاضبة للانتقام لقتلاهم ونصحهم بالعودة إلي مكة وحينها انهارت عزيمة المشركين فقرروا العودة وحاول ابوسفيان بعث رسالة تهديد للمسلمين ولكنه زادهم إصرارا.

❖ وصل المسلمون إلي حمراء الأسد وهو جبل أحمر جنوب المدينة بنحو 20 كيلو مترا ـ وعسكروا بالقرب من جيش المشركين لمدة ثلاثة أيام ولم يحدث قتال واستطاع المسلمون أن يأسروا أبوعزة الجمحي وكان شاعرا تم أسره يوم بدر ثم أطلقه الرسول ﷺ بغير فداء رحمة ببناته مشترطا عليه الا يقف ضد المسلمين فلم يحترم هذا الرجل عهده وقاتل مع المشركين في أحد وعندما أسر هذه المرة طلب العفو ولكن النبي ﷺ أمر بقتله وقال كلمته: "لا يلدغ المؤمن من حجر واحد مرتين" وانتهت أحداث هذه الغزوة وعاد الرسول ﷺ إلي المدينة منتصرا محققا أهدافه دون خسائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق