الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

أسطورة (بئر برهوت) فى حضرموت باليمن



(بئر برهوت) أسطورة نائمة .. في البر الموحش المترامي لوادي برهوت بحضرموت اليمن قيل هي أبغض البقاع إلى الله ومنها سيكون دمار الأرض .. وفيها شر ماءٍ على وجه الارض!

هو وادٍ قفر يقع في منطقة (فيجوت ـ مديرية شحن ـ محافظة المهرة) وفيه فتحة كبيرة يصل اتساعها إلى أكثر من 100 مترمربع .. وتهوي إلى القاع المظلم لأكثر من 250متراً .. فهي كالبئر لكنها ليست من صنع البشر .. لذا فإن البعض يحكي أن الجن هم من حفروها لأحد ملوك البراهيت الحميريين الذين حكموا المنطقة في زمنٍ غابر ليخفي فيها كنوزه .. وآخرون يرون أنها حفرت لتكون سجن محكماً لمردة الجن الذين خرجوا عن السيطرة .. ويحكي أهل المنطقة أنه في زمن مضى مرت على الناس فترة جفاف وجدب، فأدلوا برجل لينزل ويأتيهم بالماء من البئر وحين صار في منتصف الهوة صاح بهم برعب أن يرفعوه .. وحين رفعوه لم يجدوا غير نصف جثته فقط .. كما يحكون عن راعية غنم تركت طفلها هناك فاختفى في غمضة عين .. فإن الحقائق أكثر إفزاعاً.

يقول رسول الله ﷺ: (خير ماءٍ على وجه الأرض، ماء زمزم، وشر ماءٍ على وجه الأرض، ماء بوادٍ في حضرموت يقال له برهوت ماؤها أسود منتن) يحكى أن هذه البئر العميقة تصدر منها روائح كريهة وتتصاعد أدخنة سامة في بعض الأوقات .. كما أن قاعها لا يمكن رؤيته بسبب الظلام الشديد ... لكن حين تتعامد أشعة الشمس تماماً على الفوهة يندهش الرائي من وجود غطاء نباتي أخضر تكيف على الحياة في تلك الأجواء السامة ... وتلك المياه القذرة من تجربة شخصية أحكي لكم الآن .. فقد أديت الخدمة العسكرية الإلزامية في أحد المعسكرات القريبة من المنطقة .. في صحراء الربع الخالي .. وكانت هناك بئر عادية حفرت ارتوازياً تزود ذلك الموقع العسكري بالماء .. لكن حين بدأت المضخة بالعمل تدفق الماء أسود كالقطران إلى بركة كبيرة من الأسمنت اكتست بطبقة سوداء تلمع في الشمس كأنها حبات الماس .. وكانت الرائحة .. لا تُطاق .. رائحة كريهة كأنه بيض فاسد .. أصبت بالغثيان من شدة الرائحة .. لم يكن أحد يتمكن من الاغتسال أو الوضوء بذلك الماء إلا بعد مرور 12 ساعة على الأقل حيث تخف الرائحة وتترسب المادة السوداء على جدران البركة ورغم ذلك أقسم أنني كنت أعجز عن النوم من رائحة ثيابي ورائحة جسدي بعد الاغتسال بذلك الماء أخبرونا أنه يحتوي على مادة الكبريت وشوائب أخرى تعطيه ذلك اللون والرائحة ولا بد أن هذا البئر يتصل بذات المنبع الذي فيه ماء برهوت ويحتوي على نفس الخصائص .. وهو والله (شر ماءٍ على وجه الأرض).

ولكن هل تنتهي هنا أسطورة الوادي البغيض برهوت .. بالطبع لا .. فهناك حديث آخر يرويه حذيفة عن رسول الله ﷺ يقول فيه: (لتقصدنكم اليوم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برهوت، يغشى الناس فيها عذاب أليم، تأكل الأنفس والأموال، وتدور الدنيا كلها في ثمانية أيام تطير طير الريح والسحاب، حرها بالليل أشد من حرها بالنهار، ولها بين الأرض والسماء كدوي الرعد القاصف. هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش) قلت: يا رسول الله هي يومئذٍ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال: (وأين المؤمنين والمؤمنات يومئذٍ؟، هم شر من الحمر يتسافدون كما تتسافد البهائم، وليس فيهم رجل يقول: مه مه)، وفي حديث عن ابن عمر أخبر فيه رسول الله عن النار التي تخرج من اليمن فسأله فبما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (عليكم بالشام) إن ما جاء في هذا الحديث هو عرض رائع لوصف بركان خارق مدمر بالغ الضخامة وهو ما يعرف علمياً باسم (سوبر فولكينو) والبركان الخارق لا يأخذ الشكل التقليدي للبركان المخروطي بل يكون عادة مموهاً في منخفض من الأرض في أودية وشعاب أو في مستنقعات وبحيرات حارة،وهو يمتد عشرات ومئات الكيلومترات.

يتوقع العلماء أن البركان الخارق الذي سينهي الحياة على الأرض موجود في أمريكا الشمالية، وهو ما يعرف بمتنزه يولستون الذي يقدرون أنه يثور كل ستة آلاف أو ثمانية آلاف سنة وتؤكد الدراسات الجيولوجية أن آخر ثوران له كان قبل ستة آلاف وأربعمائة سنة أي أنه الآن دخل مرحلة الخطر، لكن ما لدينا من علوم المستقبل من رسولنا الكريم تؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا البركان الخارق سيتفجر من وادي برهوت في حضرموت إذاً .. فهذا الوادي سيتمدد ويحدودب على مساحة هائلة من أرض حضرموت قاذفاً بمليارات الأطنان من الرماد والصهارة والصخور والسحب البركانية السوداء الزاحفة بسرعة تقارب سرعة الصوت .. وفيها تولد صواعق قوية تصم الآذان وتلتمع البروق مضيئة من عتمة الغيمة السوداء القادمة بعشوائية يسابق بعضها بعضاً. تكون هذه الغيمة شديدة السخونة، فتصل درجة حرارتها إلى ما يزيد عن خمسمائة درجة مئوية تستطير في الأجواء محملة بالرماد البركاني الحارق حتى إذا ثقلت نزلت زاحفة على الأرض فتشوي الأجساد .. ومع هذه السحابة الهائلة يتلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون السام ويزداد الأمر سوءاً باختلاطه بكلوريد الهيدروجين ما يشكل مزيجاً خفيفاً ساماً سابحاً مع الرياح في الهواء .. سحابة الرماد والغازات هذه ستنشرها الرياح في الغلاف الجوي للأرض بسرعة غير اعتيادية حيث يملأ محيط الأرض بثمانية أيام ..حتى أن الشمس ستختفي في وقت الظهيرة وفي أرض الشام سيكون الملاذ الآمن، لربما ستؤثر حرارة السحب البركانية في عوامل المناخ ما يتسبب بمجرى رياح يعصف بالسحابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق