الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

ظاهرة الاشباح

اصولها واهم القصص عنها ورأي العلم فيها


◎ ماهي ظاهرة الاشباح؟
الشبح او الاشباح ظاهرة اشتهرت في غالبية الحضارات تقريبا، والشبح هو طيف يظهر تجسيد لشخص ميت، ويكون الشبح اما شريرا واما طيبا، وهناك من الاشباح من نال شهرة عالمية فيما بقيت بعضها حبيسة ثقافة معينة ولم تعش قصصها الا بضعة عقود، وقد كانت الفترة الممتدة من بدايات القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر من اكثر الفترات التي ازدهرت فيها حكايات الاشباح وخاصة في اوروبا حيث ظهرت اشباح بأسماء واشكال محددة وهو ما اطلق العنان لبعض الروائيين لتأليف بعض الكتب التي تستعرض بعض قصص الاشباح التي تعامل معها العامة وحتى بعض المثقفين على انها شخصيات واقعية.

يمتلك الشبح جسم شاحب لا يراه معظم الناس لكنهم يلحظون اثره وقد يساعدهم او يبطش بهم، وهناك اشباح صامتة واخرى صاخبة وتصدر اصوات تسمع من مسافات بعيدة، وللاشباح اماكن محددة تعيش فيها حسب غالبية قصص الاشباح، وهذة الاماكن قد تكون مهجورة او حدث فيها جرائم بشعة من قبل، وللاشباح القدرة على اختراق الجدران والابواب فهي لا تتكون من مادة طبيعية بل من طيف شبه مرئي، وقد اعتقد بعض الناس ان الشبح هو عبارة عن روح شخص لم يتم دفنه حسب المراسم الجنائزية المتبعة وانما ترك على ظهر الارض فتحللت جثته قبل التخلص منها اما بالحرق او برميها في مياه احد الانهار.

◎ ما هو اصل هذة الظاهرة; وهل اقتصرت على حضارات دون غيرها؟
ساد الاعتقاد بأن روح الانسان تنفصل عن جسده عند الموت وتبقى حول المكان الذي يعيش فيه منذ غابر العصور، لكن اولى القصص الموثقة عن الاشباح كانت في بعض رسائل الكاتب الروماني بليني الاصغر الذي اورد بعض قصص رؤية الاطياف والارواح التي عادت الى الحياة بعد موت اصحابها، وعلى نفس النهج سار الكاتب اليوناني لوسيان، اما اول قصة عن اشباح قادرة على ايذاء البشر فكانت في احدى المزارع الالمانية في العام 836 ميلادية حيث قامت بإحراق المحاصيل وضرب بعض المزارعين.

لم تسلم حضارة انسانية من قصص الاشباح والارواح الحائرة المحبوسة في الدنيا بسبب غضب اصحابها او معاناتهم من الظلم عند مقتلهم، وحتى في حضارة الاسلام ظهرت بعض القصص عند المتأخرين تتحدث عن مشاهدات لبعض الاطياف التي اعتبرت من محاولات الجن لدخول عالم البشر.

◎ استعمال الصورة كدليل اثبات
لم يكتفي بعض انصار وجود الاشباح بنقل القصص عن تجاربهم معها بل عرضوا صور تثبت وجهة نظرهم وقد لاقت بعض الصور شهرة واسعة ومعارضة واسعة ايضا وخاصة ان غالبية من نشروها من غريبي الاطوار والاشخاص الذين اشتهروا بعدم الاتزان وبإختلاق قصص عن الاشباح والكائنات الفضائية، ومن اشهر هذة الصور صورة السيدة البنية التي التقطت في قصر راينهام في انجلترا في العام 1936 وقد شكلت هذة الصورة عند البعض دليلا على وجود شبح سيدة القصر دورثي زوجة اللورد تشارلز تاونشيد الذي قام بحبسها بعد شكوكه بخيانتها له وذلك في بدايات القرن الثامن عشر، وقد انتشرت بعض القصص عن امرأة تلبس ثوبا بني وتتجول في القصر ليلا، ولعل سبب اعتقاد البعض بوجود شبح السيدة البنية هو عدم معرفة التاريخ الحقيقي لوفاة السيد دورثي فهناك من يعتقد انها عاشت عشرات السنين بعد جنازتها المزعومة، كذلك كانت صورة فني الطيران فريدي جاكسون في عام 1915 والذي يظهر انه قرر اخذ صورة تذكارية مع زملائه لكنه لم يستطع فقد لقي حتفه في حادث تحطم مروحة اثناء عملية صيانة طائرة، ولكن عندما التقطت الصورة ظهر فيها شبح فريدي وكأنه اصر على ان يظهر في الصورة التذكارية حتى بعد وفاته.

ثبت عند تصفح كثير من الصور انها يمكن ان تكون نتيجة احدى ثلاثة اسباب فقد ثبت نوايا بعض المصورين السيئة في تزييف هذة الصور ليحصلوا على الشهرة، كما ان بعض الصور كان نتيجة اخطاء في التصوير والتحميض، فيما ساهم تلويث بعض الصور ببقع الزيت او الماء في التشويش عليها واظهار اشكال كأنها اشباح تواجدت اثناء التقاط الصورة.

◎ اشهر قصص الاشباح
اشتهرت بعض قصص الاشباح على مستوى امم بكاملها وكان اشهر هذة القصص في العصر الحديث ما دار حول رؤساء الولايات المتحدة الاوائل واشهرهم بينيامين فرانكلين احد المؤسسين الاوائل لامريكا وابرهام لينكن الذي اغتيل برصاص قناص،وقد تعددت الشهادات التي تدعي رؤية كل من لينكن وفرانكلين في اماكن عدة ومنها البيت الابيض والمحكمة العليا، وفي الجهة الاخرى من العالم وتحديدا في تايوان يقيم المواطنون مهرجانا سنويا للاشباح التي يعتبرونها ودودة وتساعدهم في حياتهم اليومية، وفي الماضي كانت قصة شبح السيدة دورثي تاونشيد التي حبست في قصر راينهام في القرن السابع عشر، وكذلك الملكة آن بولين زوجة الملك هنري الثامن التي اعدمت في القرن السادس عشر نتيجة سلوكها الاجرامي ولجوئها لممارسة السحر والشعوذة وغير ذلك من الاشباح.

القصص التاريخية لم تقتصر على الشخصيات بل شملت عائلات وكذلك نالت الاماكن المهجورة والقصور المخيفة نصيبها من القصص والشائعات فهناك قصص ظهرت تقول بوجود اشباح في برج لندن بالاضافة الى البيت الابيض في امريكا وكذلك قلعة ادنبره في اسكتلندا، ومئات بل الاف القصور والقلاع والبيوت الغريبة.

بنظر المؤمنين بظاهرة الاشباح هي ظاهرة حقيقية تستحق البحث وعناء التفتيش في اصل كل منها، وهم يرون ان السبب وراء ظهور هذة الاشباح هو لإيصال رسائل من عالم الاطياف الى البشر، فيما يرى المشككون ان الاشباح تظهر عندما يسود الجهل والخوف من الاماكن المهجورة او التي سكنها مجرمون من قبل وقد ارجعوا ظهور قصص الاشباح الى عدة اسباب اهمها، رغبة بعض المتنفذين في ابعاد الناس عن بعض الاماكن بإختلاق قصص الاشباح الصاخبة والمخيفة حتى يحافظوا على سرية ما يقومون به من اعمال، فيما يرى اخرون ان بعض القصص نتيجة رغبة البعض في الشهرة وذلك بإدعائهم رؤية اطياف وارواح اخبرتهم بقصص من الماضي مستفيدين من جهل غالبية الناس بحقيقة ما يتحدثون عنه، وهناك من العامة من لم يصدق ان بعض القادة او المجرمين قد انتهى ومات بكل بساطة ودفن تحت الارض مما جعله يصدق اي قصص تحاك حول هؤلاء القادة او المجرمين.

ساهم التطور العلمي في كشف حقيقة كثير من الخدع والاكاذيب والقصص الغامضة حول الاشباح لكن السينما ما زالت تروج لكثير من قصص الاشباح فهناك مئات القصص التي ظهرت في السينما عن اشباح صامتة واخرى صاخبة واشباح طبية او شريرة وعلى نفس المنوال تم تأليف الروايات والقصص التي خلدت اسماء بعض الاماكن المسكونة، وهو ما جعل ظاهرة الاشباح حية الى يومنا هذا على الاقل في صفحات القصص وفي اروقة السينما ولو ان عدد المصدقين بها قد تناقص بشكل كبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق