السبت، 9 يناير 2016

دهاء إمرأة


ذهبت إمرأة جميلة ، ومحتشمة .. يدل مظهرها على انها من علية القوم الى مخبز ما في احد الاحياء وطلبت من صاحبه ان يجهز لها طلبية (10000) رغيف خبز، وبما انها كانت تعرف ان قيمة رغيف الخبز ب (25) درهما، اعطت الخباز (250) دينار مقدما وطلبت منه ان يقوم بتجهيزها خلال زمن محدد، واخبرته بانها ستعود ومعها من سيقوم بنقل الحمولة، وغادرت. دهش صاحب المخبز من حجم الطلبية ولكنه فرح بالمبلغ .. فهو اولآ واخيرا يهمه البيع.

ذهبت الامرأة بعد ذلك الى محل جواهرجي في نفس الشارع الموجود به المخبز، واخذت تسأل عن بعض الانواع الغالية والنادرة وكانت عينها على قطعة معينة لعقد نادر كانت تعرف سعره سلفا ولكنها سألت الجواهرجي عنه فقال لها إن ثمنه هو (12000) دينار، فاخرجت من حقيبتها (2000) دينار وقالت له: يتوفر معى الان هذا المبلغ، فانا زوجة (فلان) جارك صاحب المخبز (الفلاني) باول الشارع وإن بعثت معي احد ما فيمكنه ان يأخذ بقية المبلغ من زوجي.

وفعلا بعث معها باحد عمال المحل وعندما وصلوا الى المخبز، بادرت صاحب المخبز بالسوأل: هل العشرة الاف جاهزة (وهي تقصد ارغفة الخبز) فقال لها ساعة ثانية وتكون جاهزة فطلبت منه ان يعطيهن للعامل الذي حضر معها واشارت اليه ومن ثم رجعت مع العامل الى محل المجوهرات. فابلغته بما جري واكد العامل كلامها، فاعطاها الجواهرجي العقد ظنا منه انها زوجة الخباز جاره ولايصح ان يمسك عنها العقد بعد ان تأكد إنها من طرف جاره وهو رجل نزيه ومضمون. وضعت المرإة العقد بحقيبتها وغادرت المحل.

بعد ساعة .. ذهب العامل الى صاحب المخبز وقال:

- هل اﻟ (10000) جاهزة؟

- نعم، انها جاهزة وبانتظارك.

- حسنا .. اين هي؟

- هل احضرت ماتحملها به؟

- ماااذا؟!

- هل احضرت معك عربة لتحميل اﻟ (10000) رغيف؟

- ولكنني اقصد اﻟ (10000) دينار التي حضرت مع زوجتك من اجلها!

- إنها ليست زوجتي .. إنها إمرأة ما .. اعطتني مبلغ (250) دينار مقدمآ من اجل تجهيز طلبية ب (10000) رغيف خبز! .. ولادخل لي باﻟ (10000) دينار.

وبامكانكم تصور ماذا حدث بعد ذلك!

(قصة واقعية وقعت احداثها في مدينة بنغازي .. اوآخر التسعينات) - بقلم «علي العرفي»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق