في أحد الأيام ، ذهب مزارع يدعى غاسبار إلى مالك المزرعة لكي يدفع له الايجار وطرق على الباب ، ففتحت له الخادمة .
سأل غاسبار: هل السيد في المنزل؟
نعم ، إنه يتناول الغداء مع ثلاثة من المدعوين ، إنهم أصدقاؤه
حسناً، قولي له إني هنا ومعي المال المستحق
ذهبت الخادمة وأخبرت سيدها بأن"غاسبار جاء ليدفع له إيجار الأرض الزراعية".
حسناً ، قولي له أن يصعد .. أجاب المالك فوراً "واستدار نحو مدعويه وقال: "إنه فلاح طيب ، لكنه ليس شديد الذكاء ، سوف ترون كيف سأهزأ منه دون أن ينتبه لذلك ، يكمنكم الضحك كما يحلو لكم ولكن بعد انصرافه" .
وصعد غاسبار ، فأدخلته الخادمة إلى غرفة الطعام.
نهارك سعيد يا سيدي".
نهارك سعيد يا غاسبار".
جئت أسدد الايجار
حسناً .. اجلس لحظة قرب الموقد ، أنت قادم من بعيد ، فهذا سيريحك .
جلس غاسبار ونظر إلى الآخرين الذين يأكلون ، غمز المالك بعينه في اتجاه أصدقائه ، ثم استدار نحو المزارع:
اخبرني ياغاسبار: هل من جديد في المزرعة؟"
أمر غريب يا سيدي ، لقد وضعت بقرتنا خمسة عجول".
خمسة عجول يا غاسبار ، هذا مستحيل، فليس للبقرة سوى أربع حلمات ، ماذا سيفعل العجل الخامس عندما يرضع الآخرون؟"
يعمل مثلي ، يا سيدي ، يتأمل".
قال المالك وقد فهم قصد المزارع:
"ضعوا صحناً وتوابعه لـ "غاسبار".
وضع صحن المزارع ، وجلس هذا الأخير على المائدة ، وقدم طبق سمك ، فوضع المالك بنفسه أصغر السمكات الموجودة في صحن غاسبار ، أخذها المزارع الواحدة تلو الأخرى فوضعها بقرب أذنه مصغياً ثم أعادها إلى الصحن وهو يهز رأسه.
لماذا تقرب السمكات من أذنك؟.
لأني أسألها عن أخبار عمي الذي غرق ، لكنها أجابتني أنها صغيرة جداً ولم تكن قد ولدت بعد .
بودك أن نستشير السمكات الكبيرة؟ خذ هذا الشبوط ، وقدم بعد ذلك صحن جانبون شهي.
هل تريد قطعة منه ، يا غاسبار؟"
بكل رغبة ، يا سيدي".
فقدم له المالك قطعة رقيقة ، ابتلعها غاسبار بلقمة واحدة ، ثم أخرج سكيناً من جيبه فاقتطع لنفسه قطعة كبيرة من الجانبون وأكلها ثم قطعة أخرى وهم بتكرار فعلته.
اسمع، يا غاسبار، ليس بودي أن أمنعك من تناول الجانبون ، لكن يبدو أنك لا تدري أن الإكثار من الجانبون يجعل الإنسان أبكم؟
بالضبط يا سيدي، فزوجتي ثرثارة جداً ، سأحمل لها الباقي وأطعمها إياه.
احمله لها ، غير أني لا أريد أن أؤخرك ، تعال إلى مكتبي لأعطيك الإيصال فوراً.
وما أن خرج غاسبار ومعلمه حتى أخذ المدعون يضحكون كما كان أخبرهم صاحب الدعوة ، لكن ليس من غاسبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق