السبت، 31 أكتوبر 2015
الكاميرا!
الكاميرا من صنع البشر، فما بالنا بما صنع الله لمراقبة خلقه في السر والعلن.
(كاميرا موضوعة في أكبر المحلات شهره)
ثم دخل أحدهم، وقد بهرته رؤية الاشياء الثمينة المعروضة!
فأخذ يعبث بكل ما هو فاخر في هذا المحل، ولم يجد رقيبا ولا من ينهاه، فتجرأ وبدأ في أخذ بعضها.
وكل من في غرفة المراقبة ينظرون اليه في ذهول!
فقد وضع بعض هذه الاشياء في حذائه وبعضها داخل قميصه، بل والتهم بعض الشكولاته الفاخرة.
وقد أغراه عدم وجود من يمنعه، ثم بدأ في الخروج واثقا من نفسه.
وكانت المفاجئة التي زلزلت كيانه، حيث منعه أحد رجال الأمن من الخروج.
وعندها تساءل بإستخفاف ماذا هناك؟ ماذا تريد؟
وأقسم انه لم يفعل شيئا يدينه.
أشار اليه رجل الأمن بالتزام الهدوء من أجل الزبائن.
واقتاده الى حجرة صغيرة بها عدد من الشاشات والرجال المراقبين.
وأجلسه وبدأ في إرجاع الشريط، ثم عرضه عليه، فرأى يديه وهيه تسرق، وفمه وهو يأكل، وقميصه وهو يشهد، ويا لهول ما رأفإن من في .الصورة هو هو.
ولم يشهد عليه إلا جوارحه، وقد تم الاعتراف - فبدأ بالتوسل والاعتذار.
هذه الكاميرا من صنع البشر فما بالنا بما صنع الله لمراقبة خلقه في السر والعلن.
فسبحانه يرانا في كل سكناتنا وتحركاتنا وتبهرنا الدنيا ونفتتن بها وكأن لا احد يرانا ولا احد يسمعنا!!!
هكذا تكون الغفلة، وسنواجه يوما مثل صاحبنا.
قال تعالى:
{اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}
وقال:
{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}
فتفكر أخي قبل أن تخطو أي خطوة هل هي ترضي الله ؟
شتان، مابين (عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق )، وبين ( قطعت لهم ثياب من نار ).
حمار (وزيرا للطقس)
يحكى أنه كان فى قديم الزمان فى احد الممالك الصغيرة - ملك يعشق الصيد فى الغابات، وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس.
فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد، أمر الوزير أن ينظر فى أمر الطقس، فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع، ويقرأ مسارات النجوم، ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك .
حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد، وقرر أن يصحب معه الأميرة، والملكة حتى يشاهدا براعته فى الصيد. وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس.
فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى.
فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة، وما أن أوغلوا فى قلب الغابة حتى إنقلب الجو فجأة - رياح، وأعاصير، وسحب، وأمطار، وأتربة، وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل، وغضب الملك غضبا شديدا، ونقم على وزير الطقس أيما نقمة .
وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان فطرق الباب، فخرج إليه الحطاب فسأله الملك: لماذا لم تخرج لجمع الحطب ؟
فأجاب الحطاب: كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا - فلم أخرج. فاندهش الملك وقال: وكيف عرفت ذلك ؟ فقال الحطاب: عرفت من حمارى هذا !! فقال الملك : كيف ذلك ؟!
قال الحطاب : عندما أصبح أنظر إلى حمارى هذا، فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ. وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب.
فنظر الملك إلى وزيره وقال له .. أنت مفصول، وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره. وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس.
ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة!
الخلاصة: عندما لا تكون هناك قواعد منطقية - يُرجع اليها للحكم على الاشياء، و عندما يعتمد الحكم فقط على الاهواء - توقع اى شيء.
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
معركة ذي قار
كان من أعظم أيام العرب وأبلغها في "توهين أمر الأعاجم" وهو يوم لبني شيبان وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم، وخبره كالتالي:
ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي، وكان في مجلسه رجل عربي يقال له : (زيد بن عدي) وكان (النعمان) قد غدر بأبيه وحبسه ثم قتله، فقال له: أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته، وأخواته وبنات عمه، وأهله، أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة.
أرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة فلما دخلا على النعمان قالا له: إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب فأراد كرامتك وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات. فقال له ا لنعمان :أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته؟ يا زيد سلّم على كسرى، وقل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات وبلغه عذري.
وصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره، وقال له: إن النعمان يقول لك : ستجد في (بقر العراق) من يكفينك. فطار صواب كسرى وسكت، لكي يأمن النعمان بوائقه، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم (هانئ بن مسعود الشيباني)، وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه، وذهب إلى كسرى. فمنعه من الدخول إليه، وأهانه وأرسل إليه من ألقى القبض عليه، وبعث به إلى سجن كان له. فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه، وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو (إياس بن قبيصة الطائي) وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود، ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده. فلما تلقى هانئ خطاب كسرى، رفض تسليم الأمانات، فخيره كسرى، إما أن يعطي ما بيده، أو أن يرحل عن دياره، أو أن يحارب، فاختار الحرب وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل ويشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل.
وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له، وخصوصاً قبيلة إياد ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى، فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ: نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم: بل قاتلوا مع جنود كسرى واصمدوا إلينا أولاً، ثم انهزموا في الصحراء وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم، وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم. فبدأ الفرس يموتون من العطش ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق، وبينما هم في جحيم المعركة; انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها فأثخنت فيهم ومزقتهم، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حيا ،ً فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى، إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت، وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي (الزفت والقطران) كثيراً من أرضها فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم :أين هانئ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار فسكتوا، فصاح بهم، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم. فكاد كسرى يفقد عقله ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة.
تولى مكان كسرى ابنه شيرويه وقد حدث بعض من حضر يوم (ذي قار) أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه (برد بن حارثة اليشكري) فقتله وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم، وروي عنه [عليه الصلاة والسلام] أنه لما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على عساكر الفرس قال هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبه نصروا، والحق أن انتصار العرب على العجم في ذي قار كان نواة لمعركة القادسية، التي أعز الله فيها قبائل العرب بنور الإسلام، ونبوة [محمد عليه الصلاة والسلام].
إنما الأعمال بالنيات
كان أحد الأمراء يتجول في مملكته. فإذا به يجد بستانا جميلا لأحد الناس ، فدخل البستان.
فوجد بنت صغيره. فقال لها لمن هذا البستان؟ فقالت لأبي. فقال لها إلا يوجد شراب نتناوله؟
فذهبت قليلا ثم عادت بإناء كبير ، وبه عصير الرمان الجميل ، فتناوله الأميرة فأعجب به.
فقال للبنت من أين آتيتي بهذا العصير. قالت البنت من رمان لنا في الحديقة.
قال فكم رمانه صنعت كل ذلك العصير؟
قالت رمانه واحدة. فتعجب الأمير! وقال لها إتينى بعصير مرة ثانية.
فذهبت البنت ، وأثناء ذهابها. قال الأمير لنفسه ; كيف تكون هذه السلالة في مملكتي ولا تكون لى.
فقال عندما أعود إلى بيتي ، سامر الجنود أن يضموا هذه الحديقة إلى حدائقي.
ثم عادت البنت. ومعها الشراب. فإذا به نصف الكميه ومذاقه شديد المرارة لا طعم له.
فقال الأمير للبنت. اهذا نفس الرمان الذى آتيتي به سابقا. قالت نعم. ومن نفس الشجرة! قالت نعم.
قال لها الأمير وكم رمانه صنعت هذا؟
قالت خمس رمانات.
قال فما الذى حدث كي يتغير طعمه ، وتقل الكميه مع أنها خمس رمانات ، ويتغير طعمه بعد أن كان حلو المذاق.
قالت البنت لعل نية الأمير تغيرت!!
بر الوالدين
كان في عهد الفاروق عمر بن الخطاب شاب اسمه "كلاب بن أميه بن أسكر الكناني" وكان هذا الشاب بار بوالديه ، فقابل اثنين من الصحابه وسئلهما ما احب الأعمال الى الله فقالوا له الصلاة ، والصوم ، والجهاد. فذهب الى عمر ليرسله الى الثغور. (أماكن يرابط فيها الجيش لصد العدوان على المسلمين).
فقال له سيدنا عمر ، لا أرسلك حتى تستأذن والديك ، فذهب الى أبيه وأمه يرجوهما ويقبل أيديهما وأرجلهما حتى وافقا وذهب الى الثغور. وكان هذا الشاب بارا بأبيه وأمه فافتقده ابوه وأخذ يبكي على ولده واشتد حزنه عليه ، حتى مر بحمامة على شجرة تطعم أولادها الصغار فنظر اليها وقال:
مالي شيخين قد نشدا كلابا * كتاب الله لو عقل الكتاب
تركت أباك مرعشة يداه * وأمك ما تسيغ لها شراب
اذا نادت حمامة بطن فج * على أفراخها ذكرت كلاب
فانك والتماس الأجر بعدي * كباغي الماء يتبع الثراب
حتى أصابه ما أصاب يعقوب عليه السلام وابيض عيناه من الحزن وهو كظيم فعمي ثم اشتد بكائه ووجله وأراد أن يدعو على ولده فلم تطاوعه نفسه فأخذ يدعوا على عمر ويقول:
فقال سأستعدي على الفاروق ربا * له حج الحجيج الى بساقي
ان الفاروق لم يردد كلابا * الى شيخين هامهما بواقي
ومن شدة الكبر ; سقطت الجبه على العين ، حتى اشتد حزنه على ولده ، فسمعه أحد أقربائه وقال يا أبا كلابا ، تعال معي. قال الى أين؟
قال تعال ، ثم أخذه الى المسجد وأجلسه في الحلقة التي فيها عمر (والمسكين لايدري) فقال له قريبه يا أبا كلابا أنشدنا من أشعارك فتذكر ولده!
فقال : سأستعدي على الفاروق ربا * له حج الحجيج الى بساقي
ان الفاروق لم يردد كلابا * الى شيخين هامهما بواقي
فسمعه عمر ، فقال من هذا ؟ فأخبروه بحاله وشوقه الى ولده ، فأرسل الى الثغور أن أرسلوا الي "كلاب بن أمية بن أسكر الكناني" على دواب البريد (حتى يوصل أسرع).
فجاء كلابا الى عمر ، فقال له عمر يا كلاب ، ماذا فعلت لأبيك حتى يحبك كل هذا الحب؟
قال: يا أمير والله ما علمت أبي يحب هذا الشيء ، الا فعلته قبل أن يطلبه مني ولا شيء يكرهه ، الا تركته قبل أن ينهاني عنه . قال له عمر: زدني ، قال يا أمير أني لا أحلب لأبي اللبن كما تحلبوه أنتم ، والله اني لي مع ذلك خبرا... ، فقال عمر ماذا تفعل ؟
قال آتي بالليل وأرى أي النوق مليئة باللبن ، ثم أغسل ضرعها بالماء البارد حتى يبرد اللبن بداخلها ، ثم أحلبه لأبي بطريقة معينة ، حتى يكون اللبن له زبد ، ثم أقدمه لأبي بعد صلاة الفجر.
فقال عمر ، سبحان الله ، كل هذا "لأجل شربة لبن!"
قال كلاب وغير ذلك كثير ، فقال عمر احلب لي من هذا اللبن الآن. قال ياأمير أذهب الى أبي أسلم عليه .. قال لا ، حتى تحلب .
فحلب له اللبن فأخذه عمر وأمر بحبس كلابا ، ثم قال أتوني "بأميه بن أسكر"
فجاء الرجل يجر خطاه قد كبر سنه واحدودب ظهره ثم وقف بين يدي عمر قال له عمر يا أبا كلاب ما أعظم أمنية لك في الدنيا. قال ليس لي فيها شيء.
قال عمر: أقسمت عليك ، قال أن أرى ولدي كلاب. قال عمر سيسرك الله به ان شاء الله فخذ هذا اللبن تقوى به. قال يا أمير ما حاجة لي فيه. قال اقسمت عليك أن تشرب فمسك الاناء ، وقبل أن يشرب ، بكى وقال : اني لأشم رائحة ولدي كلابا في هذا اللبن. فقال عمر أخرجوا له ولده كلاب.
فسمع الشيخ كلابا. ، فبدا يتلمس ويبكي ، حتى احتضن ابنه ويقبله ويجذبه اليه بقوة ، وعمر ينظر اليهما ويبكي وينتفض ، من شدة البكاء حتى أخذ طرف عمامته وغطي وجه عن الناس ، وقال: يا كلاب أتريد الجنة ؟! (تحت قدم هذا الشايب وتلك العجوز).
سبحان الله .. مااعظمه من بر!
الأربعاء، 28 أكتوبر 2015
ذكاء الامام (ابو حنيفة النعمان)
قصد رجل أبا حنيفة النعمان - رحمه الله – فقال له :
ما تقول : في رجل لا يرجو الجنة ,
ولا يخاف من النار ،
ولا يخاف الله تعالى ،
ويأكل الميتة ,
ويصلي بلا ركوع ولا سجود ،
ويشهد بما لم يره ،
ويبغض الحق ،
ويحب الفتنة ،
ويفر من الرحمة ،
ويصدق اليهود والنصارى ؟
فقال أبو حنيفة للرجل – وكان يعرفه شديد البغض له – يا هذا سألتني عن هذه المسائل ، فهل لك بها علم ؟
قال الرجل : لا . فقال : أبو حنيفة لأصحابه ما تقولون في هذا الرجل ؟
قالوا : شر رجل ، هذه صفات كافر .
فتبسم أبو حنيفة ، وقال : لأصحابه هو من أولياء الله تعالى حقا .
ثم قال للرجل : إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك ؟
قال : نعم .
قال أبو حنيفة :
أما قولك لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ، فهو يرجو رب الجنة ، ويخاف رب النار .
وقولك : لا يخاف الله ، فإنه لا يخاف الله تعالى أن يجور عليه في عدله وسلطانه ، قال تعالى : ( وما ربك بظلاّم للعبيد ) .
وقولك : يأكل الميتة فهو يأكل السمك .
وقولك : يصلي بلا ركوع أو سجود ، أراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو صلاة الجنازة .
وقولك : يشهد بما لم يره اراد شهادة ان لا اله الا الله .
وقولك : يحب الفتنة ، أراد أنه يحب المال والولد . قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) .
وقولك : يفرّ من الرحمة ، أراد أنه يفرّ من المطر وهو غيث ورحمة .
وقولك : يصدق اليهود والنصارى ، أراد قوله تعالى : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) .
فقام الرجل وقبَّل رأس الإمام أبا حنيفة ، وصار من أتباعه.
معركة ذات الصواري
لما ولي معاوية بن أبي سفيان الشام ألح على عمر الفاروق في غزو البحر ، وكتب له معاوية : ( إن قرية من قرى حمص ليسمعُ بنباح كلابهم ، وصياح دجاجاتهم ) .
فاحتار عمر وكتب إلى عمرو بن العاص واليه على مصر : ( صف لي البحر وراكبه ؛ فإن نفسي تنازعني عليه ) .
فكتب عمرو : ( إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير ، ليس إلا السماء والماء ، إن ركد خرق القلوب ، وإن تحرك أزاغ العقول ، يزداد فيه اليقين– بالنجاة – قلة ، والشك كثرة ، هم فيه كدود على عود ، إن مال غرق ، وإن نجا برق ) .
يقرأ عمر الكتاب ثم كتب إلى معاوية: ( والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً ، وبالله لمسلمٌ واحدُ أحب إلي مما حوت الروم ) .
ولما ولي عثمان الخلافة كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر، وذلك بعد أن بدأ معاوية باستكمال الاستعدادت ، فوافق عثمان على طلبه ، وكتب إليه : ( لا تنتخب الناس ، ولا تقرع بينهم ، خيرهم ، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه ) .
فبنى معاوية أسطولاً إسلامياً ، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي فاستطاع فتح قبرص .
وولى عثمان عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر فبدأ بغزو جنوب ليبيا ، ثم غزا بلاد النوبة ، بالإضافة إلى أن معاوية سيطر على الشواطىء في بلاد الشام وآسيا الصغرى ، فلما رأى الروم خسائرهم المتوالية في البر جمع قسطنطين بن هرقل أسطولاً رومياً به ألف سفينة لضرب المسلمين ، فأرسل معاوية - بعد إذن عثمان - مراكب الشام بقيادة بُسر بن أرطاة ، واجتمع مع بن أبي سرح في مراكب مصر ومجموعها مائتا سفينة فقط ، وكانت المعركة التي يترجح أنها وقعت على شواطىء الاسكندرية ، سنة 32 للهجرة . والتقى الجيشان في عرض البحر ، وطلب المسلمون من الروم : إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل ، حتى يكتب لأحدنا النصر ، وإن شئتم فالبحر ، فأبى الروم إلا الماء ، وبات الفريقان تلك الليلة في عرض البحر ، وقام المسلمون الليل يصلون ويدعون ويذكرون ، وبات الروم يضربون النواقيس .
ولما صلى المسلمون الفجر أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامسوها ، ونزل الفدائيون إلى الماء وربطوا السفن العربية بسفن الروم بحبال متينة ، وبدأ الروم القتال ، وصار قاسياً ، وسالت الدماء حتى احمرت صفحة المياه ، وترامت الجثث في الماء ، وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل ، وقتل من المسلمين الكثير ، وقتل من الروم ما لا يحصى ، وصمد المسلمون ، فكتب الله لهم النصر بما صبروا ، واندحر الروم ، وكاد قسطنطين أن يقع أسيراً في أيدي المسلمين ، لكنه فر مدبراً والجراحات في جسمه حتى وصل جزيرة صقلية ، فسأله أهلها عن أمره ، فأخبرهم فقتلوه حنقاً عليه.
والصواري جمع صار ، وهي الخشبة المعترضة وسط السفينة ، وسميت المعركة كذلك لكثرة صواري المراكب واجتماعتها ، أو لكثرة ساريات السفن التي التحمت في القتال في ذلك اليوم (1200 سفينة عربية ورومية ) .
فاحتار عمر وكتب إلى عمرو بن العاص واليه على مصر : ( صف لي البحر وراكبه ؛ فإن نفسي تنازعني عليه ) .
فكتب عمرو : ( إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير ، ليس إلا السماء والماء ، إن ركد خرق القلوب ، وإن تحرك أزاغ العقول ، يزداد فيه اليقين– بالنجاة – قلة ، والشك كثرة ، هم فيه كدود على عود ، إن مال غرق ، وإن نجا برق ) .
يقرأ عمر الكتاب ثم كتب إلى معاوية: ( والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً ، وبالله لمسلمٌ واحدُ أحب إلي مما حوت الروم ) .
ولما ولي عثمان الخلافة كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر، وذلك بعد أن بدأ معاوية باستكمال الاستعدادت ، فوافق عثمان على طلبه ، وكتب إليه : ( لا تنتخب الناس ، ولا تقرع بينهم ، خيرهم ، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه ) .
فبنى معاوية أسطولاً إسلامياً ، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي فاستطاع فتح قبرص .
وولى عثمان عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر فبدأ بغزو جنوب ليبيا ، ثم غزا بلاد النوبة ، بالإضافة إلى أن معاوية سيطر على الشواطىء في بلاد الشام وآسيا الصغرى ، فلما رأى الروم خسائرهم المتوالية في البر جمع قسطنطين بن هرقل أسطولاً رومياً به ألف سفينة لضرب المسلمين ، فأرسل معاوية - بعد إذن عثمان - مراكب الشام بقيادة بُسر بن أرطاة ، واجتمع مع بن أبي سرح في مراكب مصر ومجموعها مائتا سفينة فقط ، وكانت المعركة التي يترجح أنها وقعت على شواطىء الاسكندرية ، سنة 32 للهجرة . والتقى الجيشان في عرض البحر ، وطلب المسلمون من الروم : إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل ، حتى يكتب لأحدنا النصر ، وإن شئتم فالبحر ، فأبى الروم إلا الماء ، وبات الفريقان تلك الليلة في عرض البحر ، وقام المسلمون الليل يصلون ويدعون ويذكرون ، وبات الروم يضربون النواقيس .
ولما صلى المسلمون الفجر أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامسوها ، ونزل الفدائيون إلى الماء وربطوا السفن العربية بسفن الروم بحبال متينة ، وبدأ الروم القتال ، وصار قاسياً ، وسالت الدماء حتى احمرت صفحة المياه ، وترامت الجثث في الماء ، وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل ، وقتل من المسلمين الكثير ، وقتل من الروم ما لا يحصى ، وصمد المسلمون ، فكتب الله لهم النصر بما صبروا ، واندحر الروم ، وكاد قسطنطين أن يقع أسيراً في أيدي المسلمين ، لكنه فر مدبراً والجراحات في جسمه حتى وصل جزيرة صقلية ، فسأله أهلها عن أمره ، فأخبرهم فقتلوه حنقاً عليه.
والصواري جمع صار ، وهي الخشبة المعترضة وسط السفينة ، وسميت المعركة كذلك لكثرة صواري المراكب واجتماعتها ، أو لكثرة ساريات السفن التي التحمت في القتال في ذلك اليوم (1200 سفينة عربية ورومية ) .
رسائل إلى الله
استقيظت مبكرة كعادتي بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي ، صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا.
كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي.
ماما ماذا تكتبين؟
اكتب رسالة إلى الله..
هل تسمحين لي بقراءتها ماما..
لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها أحد..
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك. فرفضي لها كان باستمرار
مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي ، يا ترى لماذا هي مرتبكة؟
ريم ماذا تكتبين؟
زاد ارتباكها وردت: لا شئ ماما ، إنها أوراقي الخاصة..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه..
اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين..
قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟
طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد كي اقرأ له الجرائد كالعادة ، كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول إقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء
يا إلهي لم أترد أن يفكر هكذا فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم .. واليوم يحسبني سأحزن من أجل ذلك وأوضحت له سبب حزني وشرودي.
ذهبت ريم إلى المدرسة ، وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.
وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف ، تناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع ، انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد
لماذا يحصل كل هذا لبابا لماذا.
ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة ، ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ .. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة لن يموت أبي .
في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .. فغمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال : إن شاء الله سيأتي يوما واوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق أن أعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة.
أوصلت ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت ، غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ .. وبعد بحث طويل لا جدوى ترى أين هي.
ترى هل تمزقها بعد كتابتها. ربما يكون هنا لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة وكلها إلى الله..
يا رب يا رب يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني..
يا رب قطتنا تلد قطط كثيرة. لتعوضها هن قططها التي ماتت..
يا رب ينجح ابن خالتي , لاني احبه..
يا رب تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي..
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة..
من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها ، يا رب يا رب كبر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي!
يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كاب جارنا منذ اكثر من أسبوع! , قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق ، كبرت الأزهار , ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها.
يا الهي لماذا لم تدعو ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته.
شردت كثيرا ليتها تدعو له . ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة.
المدرسة ما بها ريم هل فعلت شئ؟!
أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة وهي تطل من الشرفة وقعت الزهرة ووقعت ريم.
كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام.
لماذا ماتت ريم لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة.
كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة مرت سنوات على وفاتها وكأنه اليوم.
في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت هذا جنون.
أنت تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم. أصر راشد على أن اذهب وارى ماذا هناك.
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب فلم أتمالك نفسي. جلست ابكي وابكي ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز آه تذكرت ، قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت أن اجلب النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن.
لكن ما الذي اصدر الصوت نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه.
يا إلهي إنها إحدى الرسائل يا ترى ، ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة.
إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله وكان مكتوباَ فيها : يا رب يا رب أموت أنا ويعيش بابا..
انثر الحب...
يحكى عن رجل كان يسكن مدينة كبيرة كان كل يوم يركب القطار ليتوجه إلى عمله في أحد المصانع الكبيرة .. وكانت رحلة الطريق تستغرق خمسين دقيقة.
وفي إحدى المحطات التي يقف فيها القطار صعدت سيدة كانت دائما تحاول الجلوس بجانب النافذة.
وكانت تلك السيدة أثناء الطريق تفتح حقيبتها وتخرج منها كيساً ثم تمضي الوقت وهي تقذف شيئاً من نافذة القطار.
وكان هذا المشهد يتكرر مع السيدة كل يوم.
أحد المتطفلين سأل السيدة: ماذا تقذفين من النافذة؟!
فأجابته السيدة: أقذف البذور!
قال الرجل: بذور!! بذور ماذا؟!!
قالت السيدة: بذور ورود, لأني أنظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغة ، ورغبتي أن أسافر وأرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق, تخيل كم هو جميل ذلك المنظر؟!!
قال الرجل: لا أظن أن هذه الورود يمكنها أن تنمو على حافة الطريق؟!!
قالت السيدة: أظن أن الكثير منها سوف يضيع هدراً ولكن بعضها سيقع على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنها أن تنمو.
قال الرجل: ولكن هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو!!!
قالت السيدة: نعم،، أنا أعمل ما علّي وهناك أيام المطر إذا لم أقذف أنا البذور،،
هذه البذور لا يمكنها أن تنمو ثم أدارت رأسها وقامت بعملها المعتاد،،، نثر البذور.
نزل الرجل من القطار وهو يفكر أن السيدة تتمتع بالقليل من الخرف.
ومضى الوقت..
ويوم من الأيام، وفي نفس مسلك القطار جلس نفس الرجل بجانب النافذة ، ورفع بصره فنظر في الطريق فإذا به تملأه الورود ،،، على جانبيه،،، ياه،،، كم من الورود،،، إنها كثيرة، وما أجملها، لقد أصبح الطريق جميلا يمتع الناظر، معطر، ملون، يزهو بالورود والأزهار..
تذكر الرجل السيدة الكبيرة في السن التي كانت تنثر البذور فسأل عنها بائع التذاكر في القطار الذي يعرف الجميع.
السيدة كبيرة السن التي كانت تلقي بالبذور من النافذة،، أين هي؟؟!!
فكان الجواب: أنها ماتت إثر نزلة صدرية الشهر الماضي.
عاد الرجل إلى مكانه وواصل النظر من النافذة ممتعاً عيناه بالزهور الرائعة.
فكر الرجل في نفسه وقال: الورود تفتحت، ولكن ماذا نفع السيدة كبيرة السن من هذا العمل؟؟!!
المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال.
وفي نفس اللحظة سمع الرجل ابتسامات طفل في المقعد الذي أمامه من طفلة جلست كانت تؤشر بحماس من النافذة وتقول:
انظر يا أبي ،، كم هو جميل الطريق!!! يا إلهي!!!
كم تملأ الورود هذه الطريق!!!
الآن ،، فهم الرجل ما كانت قد عملته السيدة الكبيرة في السن..
حتى ولو أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها ، فإنها سعيدة أنها قد منحت الناس هدية عظيمة .. يا لها من رسالة جميلة حقاً.
ألق أنت بذورك ،،، لا يهم إذا لم تتمتع برؤية الأزهار ،،، بالتأكيد أحد ما سيستمتع بها ويستقبل الحب الذي نثرته .
اترك بابا بينك وبين ربك
كان سهيل بن عمرو على سفر هو و زوجته ، و في أثناء الطريق اعترضهم بعض قطاع الطرق ، و أخذوا كل ما معهم من مال و طعام ..لقد اخذوا كل شيء !!
و جلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه من طعام و زاد.
فانتبه سهيل بن عمرو أن قائد اللصوص لا يشاركهم الأكل.
فسأله : لماذا لا تأكل معهم ؟!!
فرد عليه : إني صائم ..
فدهش سهيل فقال له : تسرق و تصوم !!
قال له : إني أترك بابا بيني و بين الله .. لعلي أن أدخل منه يوما ما.
و بعدها بعام أو عامين ، رآه سهيل في الحج و قد تعلق بأستار الكعبة .. و قد أصبح زاهدا عابدا.
فنظر إليه و عرفه فقال له : أو علمت من ترك بينه و بين الله بابا دخل منه يوما ما.
فسبحان من بيده الامر كله .. سبحان الله العظيم.
اياك أن تغلق جميع الأبواب بينك و بين الله عز و جل.
حتى و لو كنت عاصياً و تقترف معاصيَ كثيرة.
فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابًا.
اللهم إفتح لنا أبواب رحمتك.
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015
الحجاج وأولاد الأكابر
لما تولى الحجاج شؤون أرض العراق، أمر أحد مرؤوسيه أن يطوف بالليل فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان، فأحاط بهم وسألهم: من أنتم حتى خالفتم الأمر؟.
فقال الأول:
أنا ابن الذي دانت الرقاب له ما بين محزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة...... يأخذ من مالها ومن دمها
فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير.
فقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره فمنهم قيام حولها وقعود
فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب الكرام.
وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه منهما....... إذا الخيل في يوم الكريهة ولت
فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب.
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ، وكشف عن حالهم فإذا.
بالأول ابن حجام حلاق .. والثاني ابن بائع فول .. والثالث ابن حائك ثياب .. فتعجب الحجاج من قصائدهم وقال لجلسائه...
علموا أولادكم الأدب فلولا فصاحتهم، لضربت أعناقهم ثم أطلقهم وأنشد...
كن ابن من شئت وأكتسب أدبا يغنك محمودة عن النسب
إن الفتى من قال ها أنذا....... ليس الفتى من يقول كان أبي
عامل الكنيسة
حصلت أحداث الرواية بأحد كنائس مدينة لندن في بداية القرن الماضي.
ففي صباح أحد أيام الصيف وجدت أحد العاملات في الكنيسة طفلاً صغيراً قرب باب الكنيسة وقامت برعايته وعندما كبر الطفل الصغير بدأ يعمل في الكنيسة بوظيفة عامل نظافة لأنه لايستطيع القراءة والكتابة.
ومرت السنون وبدأ التغيير الاداري في الكنيسة وتم احداث تنظيمات جديدة ومن ضمنها أن أقل مستوى لأي عامل في الكنيسة هو استطاعته القراءة والكتابه وهذا لا ينطبق على بطل روايتنا, فتم طرده في الحال من الكنيسة التي عاش عمره فيها .
أخذ أمتعته وتم منحه رواتبه ومكافأة خدماته السابقه وخرج الى دنيا لايعرف بها أحدا. بدأ يجول في المدينة يمنة ويسرى لا يعرف له طريق , وفي أحد الشوارع التجارية أراد صاحبنا تدخين سيجارة لينفس عن ما بداخله , بحث عن محل لديه سجاير فلم يجد في هذا الشارع التجاري أي محل سجاير.
ففكر لماذا لا يقوم باستثمار المال اللذي لديه في محل صغير لبيع السجاير لعدم وجود أي محل من هذا النوع .. فاستأجر محلاً صغيراً وبدأ في بيع السجاير.
وبعد فترة زمنية أصبح لديه أكثر من محل وخلال عقد من الزمان أصبح يملك أحد أكبر مصانع السجاير في بريطانيا.
وفي ذات يوم وهو في زيارة الى البنك طلب مدير البنك ان يجتمع معه لمدة ساعة ليعرض عليه دراسة جدوى لمشروع ناجح. حضر صاحبنا الى مكتب المدير وجلس ثم بدأ مدير البنك بسرد أهداف المشروع ثم قام بتسليمه الدراسة وقال له المدير سوف أتركك لمدة نصف ساعة لتقرأ الدراسة ثم تقرر مدى مشاركتك معنا في المشروع .
جلس صاحبنا يقلب الاوراق وهو لايعرف ما فيها لانه لايستطيع القراءة. بعد مضي نصف ساعة حضر مدير البنك وسأله : هاه هل قرأت الدراسة ، فقال له صاحبنا : يا عزيزي لو كنت أقرأ لما كنت أمامك الآن وتترجاني للمشاركة في هذا المشروع.
لأنه لو كان يقرأ لظل عاملاً في الكنيسة الى أن يموت.
ولا تنسوا .. (التدخين مضر بالصحة)
ففي صباح أحد أيام الصيف وجدت أحد العاملات في الكنيسة طفلاً صغيراً قرب باب الكنيسة وقامت برعايته وعندما كبر الطفل الصغير بدأ يعمل في الكنيسة بوظيفة عامل نظافة لأنه لايستطيع القراءة والكتابة.
ومرت السنون وبدأ التغيير الاداري في الكنيسة وتم احداث تنظيمات جديدة ومن ضمنها أن أقل مستوى لأي عامل في الكنيسة هو استطاعته القراءة والكتابه وهذا لا ينطبق على بطل روايتنا, فتم طرده في الحال من الكنيسة التي عاش عمره فيها .
أخذ أمتعته وتم منحه رواتبه ومكافأة خدماته السابقه وخرج الى دنيا لايعرف بها أحدا. بدأ يجول في المدينة يمنة ويسرى لا يعرف له طريق , وفي أحد الشوارع التجارية أراد صاحبنا تدخين سيجارة لينفس عن ما بداخله , بحث عن محل لديه سجاير فلم يجد في هذا الشارع التجاري أي محل سجاير.
ففكر لماذا لا يقوم باستثمار المال اللذي لديه في محل صغير لبيع السجاير لعدم وجود أي محل من هذا النوع .. فاستأجر محلاً صغيراً وبدأ في بيع السجاير.
وبعد فترة زمنية أصبح لديه أكثر من محل وخلال عقد من الزمان أصبح يملك أحد أكبر مصانع السجاير في بريطانيا.
وفي ذات يوم وهو في زيارة الى البنك طلب مدير البنك ان يجتمع معه لمدة ساعة ليعرض عليه دراسة جدوى لمشروع ناجح. حضر صاحبنا الى مكتب المدير وجلس ثم بدأ مدير البنك بسرد أهداف المشروع ثم قام بتسليمه الدراسة وقال له المدير سوف أتركك لمدة نصف ساعة لتقرأ الدراسة ثم تقرر مدى مشاركتك معنا في المشروع .
جلس صاحبنا يقلب الاوراق وهو لايعرف ما فيها لانه لايستطيع القراءة. بعد مضي نصف ساعة حضر مدير البنك وسأله : هاه هل قرأت الدراسة ، فقال له صاحبنا : يا عزيزي لو كنت أقرأ لما كنت أمامك الآن وتترجاني للمشاركة في هذا المشروع.
لأنه لو كان يقرأ لظل عاملاً في الكنيسة الى أن يموت.
ولا تنسوا .. (التدخين مضر بالصحة)
المريض
يحكى أن رجلين شديدا المرض كانا يتشاركان غرفة واحدة في مستشفى.
كان الأول يعاني من مرض عضال جعله يرقد على ظهره ولا يستطيع الحراك إلا قليلا. أما الثاني والذي كان يرقد بجانب النافذة فقد كان يجلس على سريره لبضع الساعات في النهار لأن ذلك يساعده على التخلص من الماء الذي قد تجمع في رئتيه وكتم أنفاسه بسبب قلبه الضعيف.
لم يكن لهما من زوار، لذلك قضيا الساعات الطوال يتجاذبان أطراف الحديث ويسترجعان ذكريات شبابهما الماضي.
في كل نهار كان الرجل الذي بجانب النافذة يصف لزميل وحدته ما يراه في الخارج. يصف له حركة الناس جيئة وذهابا، يتحدث عن البط في تلك البحيرة الجميلة التي تمتد على جوانبها الورود الملونة. يرسم له بالكلمات تلك الأشجار الخضراء الباسقة ويصور له الأطفال الذين يتراكضون فرحا في تلك الحديقة. كان هو عيون ذلك الرجل المستلقي على ظهره بلا حراك بعيدا عن النافذة. نقله إلى العالم في الخارج وجعله يعيشه في مخيلته. وصف له يوما فرقة موسيقية تعبر الشارع فجعله يعيش مع الحشود وجعله يسمع موسيقاهم تصدح في أذنيه رغم أن الغرفة كانت معزولة صوتيا ولا ينفذ إليها ضجيج الشارع.
مرت الأيام والشهور وهما على تلك الحالة، وذات صباح وعندما جاءت الممرضة لعمل الفحوصات اليومية للرجل بجانب النافذة وجدته قد أسلم روحة أثناء نومه بسلام وهدوء.
حزن الرجل الآخر وأجهش في البكاء، فقد خسر صديق أيامه الماضية وأنيس وحدته. وبعد فترة من الوقت طلب من الممرضة وضعه بجانب النافذة عله يروّح عن نفسه.
وما أن وُضِع هناك حتى تحامل على نفسه ورفع جسده الثقيل الذي أنهكه الرقاد الطويل ليصل بنظره إلى الخارج، وإذا بالنافذة تطل على جدار كبير لعمارة مجاورة تحجب كل شيء دهش الرجل وألقى بنفسه على سريره وأخذ يصرخ مناديا على الممرضة .. ما الذي حدث كيف أصبح هذا الجدار هنا ردت عليه قائلة هذه النافذة لم تطل يوما على غير هذا الجدار فأخذ يقول لا يمكن،، لايمكن! لقد كان صاحبي يصف لي الناس والبحيرة والحديقة والأشجار والفرقة الموسيقية في الخارج .. قالت كان صاحبك أعمى ولم يكن ليرى شيئا أبدا وقد قال لك تلك الأشياء قطعا من خياله..!
الاثنين، 26 أكتوبر 2015
معركة (بلاط الشهداء)
تولى عبد الرحمن بن عبدالله الغافقي إمرة الأندلس زمن الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك سنة 112هـ ، فطاف الأقاليم ينظر في المظالم ، ويقتص للضعفاء ، ويعزل الـولاة الذين حادوا عن جادة الطريق ، ويستبدل بهم ولاة معروفين بالزهد والعدل ، ويتأهـب للجهاد ، ودع المسلمين من اليمن والشام ومصر وإفريقية لمناصرته فجاؤوا وازدحمت بهم قرطبة .
وجمع الغافقي المجاهدين في مدينة بنبلونة ، وخرج باحتفال مهيب ليعبر جبال البرانس شمال أسبانيا ، واتجه شرقاً جنوب فرنسا فأخضع مدينة أرل ، ثم اتجه إلى دوقية أقطانيا فانتصـر عـلى الدوق أودو انتصـاراً حاسماً ، وتقهقر الدوق ، واستنجـد بشارل مارتل ، حاجـب قصـر الميروفنجيين حكام الفرنجة وصاحب الأمر والنهي في دولة الفرنجة ، وكان يسمى المطرقة ، فلبى النداء ، وكان قبلها لا يحفل بتحركات المسلمين جنوب فرنسا بسبب الخلاف الذي بينه وبين دوق أقطـانيا الذي كان سببه طـمع شارل بالدوقية ، وبذلك توحـدت قوى النصرانية في فرنسا .
واجتمع الفرنجة إلى شارل مارتل وقالوا له : ماهذا الخزي الباقي في الأعقاب ، كنا نسمع بالعرب ونخافهم من مطلع الشمس حتى أتوا من مغربها ، واستولوا على بـلاد الأندلـس وعـظيم ما فيها من العدة والعـدد ، بجمعهم القليل وقلة عدتهم وكونهـم لا دروع لهم ، فأجابهم : الرأي عندي ألا تعترضوهم في خرجتهم هذه فإنهم كالسيل يحمل ما يصادفه ، وهم في إقبال أمرهم ، ولهم نيات تغني عن حصـانة الدروع ، ولكن أمهلوهم حتى تمتلئ أيديهم من الغنائم ، ويتخذوا المساكن ، ويتنافسوا في الرئاسة ، ويستعين بعضهم على بعض فحينئذ تتمكنون منهم بأيسر أمر .
وأنهى شارل حروبه مع السكسون والبافاريين ، وتنبه لفتوح المسلمين ، وأما الغافقي فقد مضى في طريقه متتبعاً مجرى نهر الجارون ففتح بردال ، واندفع شمالاً ووصل إلى مدينة بواتييه . وكانت المعركة في مدينة بواتييه جنوب فرنسـا ، على مسافة عشرين كيلومتراً منها ، وتسمى المعركة : البلاط ، بلاط الشهداء ، تور ، بواتييه . والمقصود بالبلاط القصر أو الحصن ، ولعل مكان الموقعة كان بجوار قصر أو حصن كبير .
موازين القوى :
1- عدد الجيش الفرنجيّ أكبر من جيش المسلمين ، فهم سيل من الجند المتدفق ، ولم يكن الجيش المسلم يزيد عن سبعين ألفاً ، وقد يصل إلى مائة ألف.
2- موقف الفرنجة الاستراتيجي أفضل وأجود ؛ لمعرفتهم بالموقع ، والقدرة على القتال في جو شات مطير وأرض موحلة .
3- الفرنجة مددهم البشري والتمويني قريب ، بينما المسلمون على بعد يجاوز ألف كيلومتر عن عاصمة الأندلس .
4- الغنائم التي حملها الجيش الإسلامي مما غنموه في المعارك السابقة ، فقد كانت سبباً مهماً في الخسارة كما سيأتي ، ولو أنهم تركوها في برشلونة مثلاً لاطمأنت نفوسهم وخلت أيديهم للعمل المقبل ، ولكنهم حرصوا عليها وانقلبت عليهم ثقلاً يرهقهم ويضعف حركتهم .
والتقى الجمعان في أواخر شعبان سنة 114هـ ، ورابط كل منهما أمام الآخر ثمانية أيام ، وكان المسلمون هم الذين بدأوا القتال ، ولم يشتبك الجيشان في المعركة إلا بعد بضعة أيام ظلا خلالها يتناوشان في اشتباكات محلية ، ثم اشتبكا بعد ذلك في قتال عنيف ، واجتهد الفرنجة ومن معهم من الألمان والسويف والسكسون في اختراق خطوط المسلمين يومين متتاليين دون نتيجة ، وقد بذلوا أقصى ما استطاعوا من جهد وهجم مشاتهم وفرسانهم على المسلمين هجوماً عنيفاً بالحراب ، ولكن المسلمين ثبتوا ، بل بدا قرب مساء اليوم الثاني أن المسلمين أخذوا يتفوقون على عدوهم ، ثم حدث بعد ذلك أن اندفعت فرقـة من فرسـان الفرنجة فاخترقت صفوف المسلمين في موضع ، وأفضت إلى خلف الصفوف حيث كان المسلمون قد أودعوا غنائمهم ، وكانت شيئاً عظيماً جداً ، فريع الجند الإسلامي ، وخشي الكثيـرون من أفراده أن يستولي عليها هؤلاء الفرنجة ، فالتفت بعضهم وعادوا إلى الخلف ليبعدوا عنها الأعـداء ، وهنا اضطربت صفوف المسلمين واتسعت الثغرة التي نفـذ منها الفرنجة ، فاندفعوا فيها في عنف وقوة زلزلت نظام القوات الإسلامية ، وحاول عبد الرحمن الغافقي أن يثبت جنوده ويعيد نظامه أو يصرفه عن الهلع على الغنائم فلم يوفق ، وأصابه سهم أودى بحياته ، وصبر المسلمون حتى أقبل الليل فانتهـزوا فرصة الظـلام وتسللوا متراجعين إلى الجنوب على عجل ، وكل ذلك أوائل شهر رمضان سنة 114هـ .
وحينما أسفر الصبح نهض الفرنجة فلم يجدوا من المسلمين أحداً ، فتقدموا على حذر من مضارب المسلمين فإذا هي خالية منهم ، وقد فاضـت بالغنائم والأسلاب والخيرات ، فظنوا أن في الأمر خدعة ، وتريثـوا قبل أن يجتاحوا المعسكر وينتهبوا مافيه ، ولم يفكر أحد منهم في تتبع المسلمين ؛ إما لأنهم خافوا أن يكون المسلمون قد نصبوا لهم بهذا الانسحاب شركاً ، أو لأن شارل مارتل تبين مانزل بالمسلمين فرأى أنه يستطيع العودة إلى الشمال مطمئناً إلى أنهم انصرفوا عنه وعن بلاده ، واندفع المسلمون في تراجعهم نحو الجنوب مسرعين ، واتجهت جموعهم نحو أربونة ، وحينما أحسوا أن أحداً من النصارى لا يتتبعهم تمهلوا في سيرهم ليستجمعوا صفوفهم من جديد .
وهكذا انتهت المعركة ، ولو انتصر فيها المسلمون لتخلصت أوروبا من ظلماتها وجهالتها واستبدادها وحطمت الاستغلال والاضطهاد ، ولذا قال جيبون : لو انتصر العرب في تور بواتييه لتلي القرآن وفسر في اكسفورد وكمبردج .
وما إن وصل الخبر إلى الخليفة الأموي حتى أمر والي إفريقية بإرسال مدد بقيادة عبد الملك بن قطن الفهري ، وأمره الخليفة بغزو فرنسا ، وتوجه عبد الملك إلى نواحي شمال الأندلس وحصن المعاقل التي بأيدي المسلمين ، وبقي أهالي جنوب فرنسا يكرهون الفرنجة رغم انتصارهم على المسلمين ، وتحالفَ بعض أمراء جنوب فرنسا مع المسلمين ضد الفرنجة ؛ وذلك كرهاً للهمجية البربرية في شارل وجيشه ، ولكن بلاط الشهداء كانت آخر محاولة جدية قام بها المسلمون لغزو بلاد الفرنجة .
ولو انتصر المسلمون في هذه المعركة لدخلوا أوروبا فاتحين منظمين ، يريدون إدخالها في رحاب دولتهم وتحويلها إلى الإسلام ، ولو استقر لهم الأمر في فرنسا لاتجه نظرهم إلى ما وراءها ، ومن هنا كانت أهمية بلاط الشهداء في تاريخ النصرانية فقد حالت بينها وبين الزوال.
فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس(الثقوب السوداء)
قال تعالى : {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ .. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}.. (التكوير الآيات 15 - 16).
والمدلول اللغوي لهاتين الآيتين الكريمتين: أقسم قسماً مؤكداً بالخنس الجوار الكنس، والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو: ما هي هذه الخنس الجوار الكنس التي أقسم بها ربنا (تبارك وتعالى) هذا القسم المؤكد، وهو (تعالى) غني عن القسم؟
وقبل الإجابة علي هذا التساؤل لابد لنا:
أولا: من التأكيد تدل على حقيقة قرآنية مهمة مؤداها أن الآية أو الآيات القرآنية التي تتنزل بصيغة القسم تأتي بمثل هذه الصياغة المؤكدة من قبيل تنبيهنا إلى عظمة الأمر المقسوم به، وإلى أهميته في انتظام حركة الكون، أو في استقامة حركة الحياة أو فيهما معا، وذلك لأن الله (تعالى) غني عن القسم لعباده.
ثانياً: أن القسم في القرآن الكريم بعدد من الأمور المتتابعة لا يستلزم بالضرورة ترابطها، كما هو وارد في سورة التكوير، وفي العديد غيرها من سور القرآن الكريم من مثل سور الذاريات، الطور، القيامة، الانشقاق، البروج، الفجر، البلد، الشمس، والعاديات، ومن هنا كانت ضرورة التنبيه علي عدم لزوم الربط بين القسم الأول في سورة التكوير: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ [15] الْجَوَارِ الْكُنَّسِ [16] وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ [17] وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ[18]}.
والقسم الذي يليه في الآيتين التاليتين مباشرة حيث يقول الحق(تبارك وتعالى): {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ [17] وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [18]}. (التكوير: 17،18) وهو ما فعله غالبية المفسرين للأسف الشديد، فانصرفوا عن الفهم الصحيح لمدلول هاتين الآيتين الكريمتين.
ثالثا: تشهد الأمور الكونية المقسوم بها في القرآن الكريم للخالق(سبحانه وتعالى) بطلاقة القدرة، وكمال الصنعة، وتمام الحكمة، وشمول العلم، ومن هنا فلابد لنا من إعادة النظر في مدلولاتها كلما اتسعت دائرة المعرفة الإنسانية بالكون ومكوناته، وبالسنن الإلهية الحاكمة له حتى يتحقق وصف المصطفي(صلى الله عليه وسلم) للقرآن الكريم بأنه: لا تنتهي عجائبه، ولا يخلق علي كثرة الرد.
وحتى يتحقق لنا جانب من أبرز جوانب الإعجاز في كتاب الله وهو ورود الآية أو الآيات في كلمات محدودة يري فيها أهل كل عصر معني معينا، وتظل هذه المعاني تتسع باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، وليس هذا لغير كلام الله.
رابعاً: بعد القسم بكل من الخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس يأتي جواب القسم: إنه لقول رسول كريم (التكوير:19) ومعني جواب القسم أن هذا القرآن الكريم ـ ومنه الآيات الواردة في مطلع سورة التكوير واصفة لأهوال القيامة، وما سوف يصاحبها من الأحداث والانقلابات الكونية التي تفضي إلي إفناء الخلق، وتدمير الكون، ثم إعادة الخلق من جديد ـ هو كلام الله الخالق الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم) بواسطة ملك من ملائكة السماء المقربين، عزيز علي الله (تعالى)، وهذا الملك المبلغ عن الله الخالق هو جبريل الأمين(عليه السلام)، ونسبة القول إليه هو باعتبار قيامه بالتبليغ إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم).
خامسا: إن هذا القسم القرآني العظيم جاء في سياق التأكيد علي حقيقة الوحي الإلهي الخاتم الذي نزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين)، والذي جاء للناس كافة لينقلهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال إلي نور التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع.
ومن فوضي وحشية الإنسان إلي ضوابط الإيمان وارتقائها بكل ملكات الإنسان إلي مقام التكريم الذي كرمه به الله، ومن جور الأديان إلي عدل الرحمن، كما جاء هذا القسم المؤكد بشيء من صفات الملك الذي حمل هذا الوحي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم)، وعلي شيء من صفات هذا النبي الخاتم الذي تلقي الوحي من ربه، وحمله بأمانة إلي قومه، رغم معاندتهم له، وتشككهم فيه، وادعائهم الكاذب عليه(صلى الله عليه وسلم) تارة بالجنون (وهو المشهود له منهم برجاحة العقل وعظيم الخلق)، وأخري بأن شيطانا يتنزل عليه بما يقول (وهو المعروف بينهم بالصادق الأمين).
وذلك انطلاقا من خيالهم المريض الذي صور لهم أن لكل شاعر شيطانا يأتيه بالنظم الفريد، وأن لكل كاهن شيطانا يأتيه بالغيب البعيد. وقد تلقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل ذلك الكفر والجحود والاضطهاد بصبر وجلد واحتساب حتى كتب الله تعالى له الغلبة والنصر فأدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح البشرية، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين.
وتختتم سورة التكوير بالتأكيد علي أن القرآن الكريم هو ذكر للعالمين وأن جحود بعض الناس له، وصدهم عنه، وإيمان البعض الآخر به وتمسكهم بهديه هي قضية شاء الله تعالى أن يتركها لاختيار الناس وفقا لإرادة كل منهم، مع الإيمان بأن هذه الإرادة الإنسانية لا تخرج عن مشيئة الله الخالق الذي فطر الناس علي حب الإيمان به، ومن عليهم يتنزل هدايته علي فترة من الرسل الذين تكاملت رسالاتهم في هذا الوحي الخاتم الذي نزل به جبريل الأمين علي قلب النبي والرسول الخاتم (صلى الله عليه وسلم).
وأنه علي الرغم من كل ذلك فإن أحدا من الناس ـ مهما أوتي من أسباب الذكاء والفطنة ـ لا يقدر علي تحقيق الاستقامة علي منهج الله تعالى إلا بتوفيق من الله. وهذه دعوة صريحة إلي الناس كافة ليطلبوا الهداية من رب العالمين في كل وقت وفي كل حين. والقسم بالأشياء الواردة بالسورة هو للتأكيد علي أهميتها لاستقامة أمور الكون وانتظام الحياة فيه، وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعتها وصرفت أحوالها وحركاتها بهذه الدقة المبهرة والإحكام العظيم.
الخنس الجوار الكنس في اللغة العربية
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس(المتوفى سنة395 هـ)، تحقيق عبد السلام هارون (الجزء الخامس، الطبعة الثانية1972 م، ص141، ص223) وفي غيره من معاجم اللغة تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في آيتي سورة التكوير علي النحو التالي:
أولا: الخنس:
خنس: الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر، قالوا: الخنس الذهاب في خفيه، يقال خنست عنه، وأخنست عنه حقه.
والخنس: النجوم تخنس في المغيب، وقال قوم: سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا، والخناس في صفة الشيطان، لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالى، ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة، والبقر كلها خنس.
ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر، والفعل خنس بمعني استخفي وتستر، يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين.
والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر، كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء. وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به، وأخنسه أي خلفه ومضي عنه.
ثانيا: الجوار:
أي الجارية. (في أفلاكها) وهي جمع جارية، من الجري وهو المر السريع.
ثالثا: الكنس:
(كنس) الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين، أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء، فالأول كنس البيت، وهو سفر التراب عن وجه أرضه، والمكنسه آلة الكنس، والكناسة ما كنس.
والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي، والكانس: الظبي يدخل كناسه، والكنس: الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها، قال أبو عبيدة: تكنس في المغيب.
وقيل الكنس جمع كانس(أي قائم بالكنس) أو مختف من كنس الظبي أي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر، وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتى يصل إليه. وعندي أن الكنس هي صيغة منتهي الجموع للفظة كانس أي قائم بعملية الكنس، وجمعها كانسون، أو للفظة كناس وجمعها كناسون، والكانس والكناس هو الذي يقوم بعملية الكنس (أي سفر شيء عن وجه شيء آخر، وإزالته)، لأنه لا يعقل أن يكون المعني المقصود في الآية الكريمة للفظة الكنس هي المنزوية المختفية.
وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس، ولكن أخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين إلي القول بأن من معاني {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}: أقسم قسما مؤكدا بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس، والتي تجري في أفلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها(أي مغاراتها) وهو معني الجوار الكنس.
قال القرطبي: هي النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتكنس وقت غروبها أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس، وقال مخلوف: أقسم الله تعالى بالنجوم التي تخنس بالنهار أي يغيب ضوؤها فيه عن الأبصار مع كونها فوق الأفق، وتظهر بالليل، وتكنس أي تستتر وقت غروبها أي نزولها تحت الأفق كما تكنس الظباء في كنسها..
وقال بعض المتأخرين من المفسرين: هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية، وتجري في أفلاكها وتختفي.
ومع جواز هذه المعاني كلها إلا أني أري الوصف في هاتين الآيتين الكريمتين: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}. ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقة كونية مبهرة تمثل مرحلة خطيرة من مراحل حياة النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود (Black Holes).
وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين، وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي (صلى الله عليه وسلم)، في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين.
المصدر:(موسوعة الاعجاز العلمي في القرأن والسنة)
الأحد، 25 أكتوبر 2015
السلم الفضائي
طرح القرآن العديد من الإشارات الكونية لم يكن أحد يتصورها وقت نزولها. ومنها الصعود إلى السماء، يقول تعالى: **(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) [الحجر: 14-15]. فهذه الآية الكريمة تؤكد إمكانية صعود البشر إلى السماء واستمرارهم حتى يصلوا إلى منطقة تسكَّر فيها الأبصار وتغلق وتنعدم الرؤيا، وبالفعل خرج الإنسان خارج الغلاف الجوي ورأى الظلام الدامس الذي يحيط بالأرض، وتبين له أن النهار مجرد طبقة رقيقة جداً. ولكن هناك آية ثانية تتحدث عن تقنية الصعود وتؤكد إمكانية الصعود إلى السماء من خلال “سلم فضائي”، يقول تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)** [الأنعام: 35]. ففي قوله تعالى: *g(سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ)** إشارة إلى إمكانية تحقق الصعود من خلال السلّم. ” فقد أكد الباحثون أن الصعود إلى السماء من خلال سلّم يتم تركيبه هو أمر ممكن علمياً، ولا غرابة في ذلك! فقد كشف العلماء أنهم يعملون منذ أعوام على تطوير مصعد يماثل ذلك المستخدم في الأبنية العادية، لكنه مخصص لنقل ركاب من الأرض إلى محطات ومركبات في الفضاء، مشددين على أن ذلك سيفتح الباب أمام حقبة جديدة في تاريخ العالم، يمكن خلالها تناول طعام العشاء أو حضور السينما في محطات فضائية!! وذكر العلماء أن تطوير هذا النظام – الذي كان حتى فترة قريبة من بنات أفكار الخيال العلمي- ممكن خلال سنوات قليلة مقبلة، سيتمكن بعدها البشر من الوصول إلى الفضاء بصورة أسرع وأرخص وأكثر أمناً من وسائل النقل الحالية المتمثلة في الصواريخ. وقال "ديفيد سميثرمن"، المهندس في مركز جورج مارشال للأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” إن البحث في تطوير هذا النظام جائر علمياً، وإن كان هناك بعض العقبات الواجب تجاوزها. فالفكرة تعتمد على فرضيات بسيطة، أولها أن الأقمار الصناعية أو المحطات الفضائية يمكن تثبيتها في الفضاء عند نقطة معينة، وبالتالي يمكن مد أسلاك منها إلى سطح الأرض، وستثبت تلك الأسلاك في مكانها بالاعتماد على قانون “القصور الذاتي” الفيزيائي.
يقول العالم الأمريكي “ديفيد سميثرمن” إن أبحاث بناء مصعد فضائي مهمة للغاية، لأنها تتيح لها بناء جسر مع الفضاء عوض شحن كل ما نرغب به عبر الصواريخ. والعقبات التي تعترض تطوير هذا النظام ما تزال كبيرة، أبرزها عدم وجود مادة معروفة قوية لدرجة تتيح استخدامها في بناء أسلاك ستحمل الأوزان الثقيلة من الأرض إلى الفضاء، علماً أن طول الأسلاك قد يصل إلى 22 ألف كيلومتر. ويحتاج العلماء إلى تطوير مادة خفيفة للغاية وأقوى بـ25 مرة من المواد المعروفة حالياً على الأرض. وهناك مشاكل لابد من معالجتها مثل حماية المصعد والأسلاك من حطام المركبات والأقمار الصناعية الذي يطوف في مدار الأرض، إلى جانب الكلفة الباهظة للنظام، والتي قد تصل إلى 20 مليار دولار. ويمكن إنجازه خلال عشر سنوات من الآن! وتجدر الإشارة إلى أن وكالة ناسا عرضت مبلغ مليوني دولار لمن يقدم دراسة عملية لمشروع “المصعد الفضائي” وهذا يعني أن الأمر مأخوذ على محمل الجد، وهناك علماء يدرسون بالفعل هذا المشروع… الذي طرحه القرآن قبل أربعة عشر قرناً!!!
سوف يستخدم العلماء تقنية النانو فيما يسمى nanotubes أي أنابيب دقيقة مصنوعة من الكربون، وهي أقوى من الفولاذ بمئة مرة. ولكي نتصور مدى دقة هذه الأنابيب فإن كل خمسين ألف أنبوب يساوي سمك شعرة واحدة فقط! والطريقة التي ستستخدم هي مدّ حبال من هذه الأنابيب من الأقمار الاصطناعية المثبتة في الفضاء باتجاه الأرض، ويمكن التسلق عليها والارتفاع بشكل آلي أشبه بإنسان يتسلق على سلّم، ولكن هذا السلم يمتد لـ 35000 كيلو متر!! إن نقل كيلو غرام واحد إلى الفضاء الخارجي بالطريقة التقليدية (الصواريخ) يكلف ثمانين ألف دولار، بينما بطريقة السلّم الفضائي سوف تكلف 200 دولار فقط. ومن الفوائد الكبيرة لمصعد الفضاء تزويد الأرض بطاقة كهربائية لا تنفذ من خلال استثمار أشعة الشمس في الفضاء وتحويلها إلى كهرباء وإمداد الأرض بها.
ومن الفوائد إزالة النفايات النووية والتخلص منها إلى الفضاء الخارجي لعدم تلويث الأرض. إن عرض السلم سيكون بحدود متر واحد، ولكن سماكته نصف سنتمتر. وسوف يحمل في كل مرة بحدود 20 طن، ويرفعها للفضاء الخارجي. وقد عرضت اليابان مبلغ خمسة مليارات دولار لهذا المشروع، ويقول البروفسور Yoshio Aoki مدير جمعية المصعد الفضائي في اليابان، إن هذا المشروع ممكن التحقيق إذا توافرت لدينا مادة قوية جداً ومرنة جداً من أجل بناء هذا السلم الفضائي.
الفيمانا (الطائرات القديمة)
ما هي فيمانا؟ هل هي آلات طيران قديمة؟ لقد قيل لنا إن الأخوان رايت كانا أول من طارا في عام 1903. هل كان الأخوان رايت الذين تمكنوا من تحويل الحلم إلى واقع؟
أو هل من الممكن أن حلم الطيران، كان موجودا في الهند القديمة، منذ آلاف السنين؟ فيمانا هو اسم ينسب إلى آلة الطيران التي استخدمتها آلهة الهند القديمة.
أقرب حساب لهذه الحضارة المذهلة كتبت باللغة السنسكريتية منذ آلاف السنين، حيث يشار ان هنالك أنواع مختلفة من طائرات فيمانا استخدمت في معارك لا تصدق، بمئات السنين قبل الميلاد.يتم وصف فيمانا في كتب ماهابهاراتا واحد أربعين مرة مع الأسلحة الحربية المتطورة التي تطلق أشعة الضوء.
النصوص القديمة تشير إلى هجمات الملك سلفا ضد مدينة داواركا حيث عاش إله كريشنا سلفا كان يقود احد طائرات الفيمانا وكانت تدعى ساوبها التي كانت لديها المقدرة على ان تصبح غير مرئية. كريشنا كان يعود للهجوم مع البرق الذي يقع ويدمر أعداءه من خلال الصوت , رامايانا أيضا تشير إلى آلات طيران لا تصدق، وتقول عن مغامرات الأمير سيتا الذي اختطف من قبل رافانا الشرير بواسطة طائرة فيمانا كانت تدعا بوسبكا الدكتور راغافان، أستاذ سابق باللغة السنسكريتية في جامعة مدراس، يقول هناك عدد لا يحصى من الوثائق باللغة السنسكريتية، ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين التي أثبتت أن كائنات خارج كوكب الأرض كانت في الهند القديمة قبل الآف السنين. اعتبر هؤلاء الزوار من خارج الأرض على أنهم الآلهة.
وكان لهذه الآلهة العديد من الأسلحة والتقنيات التي تم تفسيرها من قبل الناس القدماء بوصفهم سماوية. هناك أيضا نصوص التي تتحدث عن كيفية بناء هذه الآلات الطائرة. تشير رامايانا أن هناك حاجة إلى 16 نوعا من المعادن لبناء فيمانا، لكن هنا على الأرض لدينا ثلاثة من المعادن فقط من المذكورة في النصوص المقدسة.
ووفقا للباحثين، فإن هذه النصوص القديمة تشير أيضا إلى تقنيات لا تصدق مثل الجاذبية المضادة وتمكنت الدكتورة روث رينا من جامعة جاندرايغاره لترجمة بعض النصوص المكتوبة باللغة السنسكريتية التي تشير إلى قوة “مكافحة الجاذبية”. هو ما سمح للفيمانا على التحرك بحرية عبر الفضاء. يقول الدكتور راغافان أن هذه التكنولوجيا أحضرت من قبل كائنات من كواكب أخرى منذ آلاف السنين في نفس الوقت الذي كان يعيش الأنوناكي في بلاد ما بين النهرين.
بعض العلماء يعتقدون أن الأنوناكي ظهرو للسومريين، ثم البابليين وعلموهم كيفية بناء وإدارة هذه الأجهزة المتطورة. يعتقد البعض أن هذه المعرفة امتدت على طول طريق إلى الهند القديمة لافتا نحو ايقونية بعض الآلهة الهندوسية وبعض الروايات الأسطورية باعتبارها دليلا على وجود صلة محتملة إلى الأنوناكي القديم.
الإسراء والمعراج
الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ، الحمد لله الذي بين لعباده طريق الهدى ، وحذرهم من سبل الضلال والغوا ، وأصلي وأسلم على نبي الرحمة والهدى الذي أرشد أمته لطريق الحق والرضى ، وحذرهم من اتباع الشيطان والهوى ، فصلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه أهل الخير والتقى ، أما بعد :
فالإسراء والمعراج من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى متى كانا :
فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست .
والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة.
واختلفوا ، هل كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه ، أم بروحه فقط ، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لامناماً لان قريش أكبرته وأنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات ، قال تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " [ الإسراء 1 ] .
ذكر بن كثير في تفسيره لسورة الإسراء ، عند قوله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " [ الإسراء 1 ] .
يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه (( الذي أسرى بعبده )) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم (( ليلاً )) أي من الليل (( من المسجد الحرام )) وهو مسجد مكة (( إلى المسجد الأقصى )) وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله (( الذي باركنا حوله )) أي في الزروع والثمار (( لنريه )) أي محمداً (( من آياتنا )) أي العظام ، كما قال تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) ] .
وماذا حدث في الإسراء والمعراج :
ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه حديث المعراج ، قال : حدثنا هُدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم ليلة أسري به قال : { بينما أنا في الحطيم ـ وربما قال في الحجر ـ مضطجعاً ، إذ أتاني آت فقدَّ ـ قال : وسمعته يقول : فشقَّ ـ ما بين هذه إلى هذه } فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما بعيني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ـ وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ (( فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَ ة إيماناً ، ففُل قلبي ، ثم حُشي ثم أُعيد ، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض )) فقال الجارود : هو البُراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم ـ يضع خطوة عند أقصى طرْفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد .قيل : وقد أرسل إليه قال : نعم . قيل مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ففتح : فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال هذا أبوك آدم ، فسلم عليه . فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت ، فردا ، ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . فلما تجاوزت بكى ، قيل له ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي . ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إبراهيم ، قال : هذا إبراهيم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم رفعت لي سدرة المنتهى . فإذا نبقها مثل قلال هَجَر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه سدرة المنتهى ، وإذا أربعة أنهار : نهران بأطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران ، فالنيل والفرات . ثم رُفع لي البيت المعمور . ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل ، فأخذت اللبن ، فقال : هي الفطرة التي أُتيت عليها وأمتك . ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم . فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بما أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله . فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله . فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بخمس صلوات كل يوم . قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة . فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم . قال : فلما جاوزت ناداني منادٍ : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي ))
هل نحتفل :
كان ذلك هو حديث الإسراء والمعراج ، وكان قبل الهجرة وبعد البعثة النبوية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبل الهجرة إلى وفاته صلى الله عليه وسلم لم يحتفل مطلقاً بليلة الإسراء والمعراج ولم يأمر به من بعده من الخلفاء ، بل ولم يحتفل الخلفاء الراشدون وممن بعدهم بتلك الليلة وهم خير القرون على الإطلاق ـ فلا إله إلا الله ـ كيف ابتدع الناس اليوم بدعة عجيبة في دين الله ؟ كيف سمح أناس لأنفسهم بأن يشرَّعوا في دين الله ما لم يأذن به الله ؟ فتحوا على المسلمين أبواباً للشر كانت مغلقة فهم كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه " [ السلسة الصحيحة ] .
فمن شرع للناس زيادة في الدين ، أو سن لهم سنة سيئة أو دعاهم إلى ضلالة فهو آثم وله الويل والثبور ، وعليه وزر هذه الضلالة والبدعة إلى يوم القيامة ويحمل من خطايا أولئك الناس الذين دعاهم وأضلهم إلى تلك الضلالات والخرافات والإحتفالات الوهمية التي لا يقرها دين ولا عقل . والليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها في شهر معين ، كما أشرنا إلى ذلك سابقاً وكل ما ورد في تعيينها غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله الحكمة البالغة في أن ينسي الناس هذه الليلة . ثم لو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجزلهم أن يحتفلوا بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل وإما بالإقرار ، ولو وقع شئ من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضى الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شئ تحتاجه الأمة ولم يفرطوا في شئ من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنصح الناس ، وقد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ، ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " [ مسلم ] ، وقال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً " [ الأحزاب 21 ] ، وقال تعالى : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [ التوبة 100 ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " . فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شئ من ذلك ، عُلم أن الاحتفال بهذه الليلة ـ ليلة الإسراء والمعراج ـ وتعظيمها ليس من الإسلام في شئ ، بل هي بدعة منكرة محدثة في دين الله عز وجل ما أنزل الله بها من سلطان ، ولم يأذن بها الله تعالى ، فقد أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة على عباده : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " [ المائدة 3 ] ، وقال تعالى : " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم " [ الشورى 21 ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " [ متفق عليه ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " [ أخرجه مسلم ] ، وفي صحيح مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " ، وزاد النسائي بسند جيد : " وكل ضلالة في النار " . وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " [ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة بسند صحيح ]
فلقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه والسلف الصالح التحذير من البدع ، والترهيب منها ، وذلك لأنها زيادة في دين الله عز وجل ، وفي البدع تشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم وابتداعهم في دينهم زيادة لم يأذن بها الله ، ففي ذلك من الفساد العظيم والمنكر الشنيع ما لا يعلم إلا به الله .
وفي تلك البدع والاحتفالات مصادمة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
أسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما فيه الخير والسداد ، وأن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يقينا جميعاً البدع الظاهرة والباطنة وسوء الفتن ، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، وأن يوفقهم لما يحب ويرضى ، وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين أنه سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
حضارة اطلانتس المفقودة
اعتقد القدماء بوجود قارة اسموها اطلانتس – او اتلانتس كما يتم ترجمتها في بعض المصادر -واعتقدوا انها كانت مصدر القوة على الارض وحكمت العالم لفترات طويلة قبل ان تختفي لاسباب غامضة، وقد ظلت هذة القارة اسطورة تتناقلها الاجيال منذ ان تحدث عنها افلاطون في وصفه للمدينة الفاضلة، واعتقد الناس على مر العصور انها مجرد قارة وهمية افترضها افلاطون او احد الفلاسفة قبله ليبنوا عليها بعض رواياتهم الغريبة او الخيالية، لكن مع الاكتشافات الجديدة واهمها مدينة طروادة الاسطورية التي انتشرت حولها الكتابات والاشعار التي تناولت الحروب وصراعات بعض الهة الاغريق حولها والاثار التي وجدت مغيبة في اعماق البحر المتوسط والمحيط الاطلسي، بدأ الاعتقاد القائل بأن المدينة هي حقيقية وانها اندثرت بفعل اما طوفان عارم او زلزال مدمر، فيما يشكك البعض بوجود هذة المدينة او الجزيرة وذلك لأن حدوث زلزال يؤدي الى ضياع جزيرة كبيرة بالحجم الموصوف في الروايات لابد ان يؤثر على قارات اخرى وهو ما لا يستطيع العلماء اثباته في الاماكن المقترحة لتواجد الاطلانتس.
مصدر ذكر اطلانتس و "الرويات"
وصل ذكر اطلانتس الى العصر الحديث من خلال ثلاثة طرق مختلفة تم رصدها في المخطوطات القديمة فبالاضافة الى وصف افلاطون لهذة المدينة وان كان به جزء من الخيال عند حديثه عن بعض الهة الاغريق، كذلك مخطوطة مصرية قديمة تشير الى ان احد الفراعنة طلب من احد وزرائه تسيير رحلة بحرية الى الغرب للبحث في مصير المدينة المفقودة، فيما احتوت بعض الخرائط القديمة التي وجدت ضمن مقتنيات بعض سلاطين الدولة العثمانية لجزيرة في البحر الاحمر ليس لها وجود في الخرائط الحديثة، ويعتقد انها نفس الخرائط التي اعتمد عليها الرحالة الشهير كولومبوس في استكشاف العالم.
تقول الروايات التي نقل افلاطون بعضا منها ان اطلانطس كانت دولة متطورة وانها شيدت المعابد الضخمة والقصور الفارهة وقد غزت عدة حضارات اخرى شرقا وغربا، و كان سكان مدينة اطلانتس يمتلكون العلم والخبرات الفنية التي مكنتهم من تشيد تحف معمارية لم يسبق لها مثيل وكان ابرزها المعابد الثلاث الدائرية التي اعتبرت العلامة المميزة لهذة الحضارة، ولكنها تعرضت لكارثة طبيعية ادت الى اختفائها وهو ما دعى الفراعنة وهم من اقوى الدول في ذلك العصر الى ارسال بعثات البحث عنها، وقد تم ايجاد بعض الاثار المصنوعة من الكوارتز في قاع المحيط الاطلسي وهو احد اكثر الاماكن المرشحة لتكون مكان غرق الاطلانتس وقد تم تشكيل هذة الادوات بصورة دقيقة مما يعني انهم امتلكوا القدرة واادوات المتطورة لتشكل هذة المادة شديدة الصلابة وصعبة التشكيل، ونتيجة للاكتشافات العديدة لبعض السلاسل الحجرية والطرق والاهرامات في قاع المحيط الاطلسي او البحر المتوسط بات كثير من العلماء متأكد تماما من وجود الاطلانتس في مكان ما يخفيه ظلام المحيط الدامس، فلم يعد خافيا على احد ان هناك قارة او عدة جزر كانت تعج بالحياة قد غمرت تيجة زلزال مدمر .
تختلف الروايات في تحديد الزمن الفعلي الذي وجدت فيه حضارة اطلانتس فمنها ما يقول انها كانت قبل 10 الاف سنة او 9 الاف او حتى خمسة الاف سنة ولكنها تجمع على انها عاصرت كل من الحضارة اليونانية والفرعونية وذلك للمخطوطات التي وجدت في اثار الحضارتين وانها قد تكون على حلف او على خلاف معهما في وقت من الاوقات.
موقع غرق وسبب اختفاء حضارة الاطلانتس
منذ ان ظهر وصف جزيرة اطلانطس الى يومنا الحاضر وكثير من العلماء والباحثين يسعون لتحديد الموقع الذي غرقت فيه او ختفت لسبب ما حضارة الاطلانتس تماما ولم يصل منها شيء الى العصور اللاحقة :
1- اقترح خبراء وبناء على مراجعة ما كتبه افلاطون ان الجزيرة وجدت في وسط البحر الابيض المتوسط وانها قد تكون غرقت في الطوفان الكبير زمن سيدنا نوح عليه السلام والذي تؤكد بعض الدراسات انه غمر اليابسة الموجودة على الكرة الارضية كلها.
الإعلانات
2- تم اكتشاف بعض التشكيلات الصخرية المستطيلة بما يشبه السور في قاع البحر جنوب السواحل الاسبانية وهو ما جعل عدد من الباحثين يعتقدون انها تعود لجزء من معبد ضخم تحدث عنه افلاطون في وصفه للمدينة المفقودة، كما اظهرت بعض الاكتشافات الجديدة وجود اهرامات شبيه بأهرامات الفراعنة في جزيرة ازور التي تقع قبالة السواحل البرتغالية وهو ما جعل بعض الباحثين يخرج بفرضية مفادها ان ازور هي بقايا جزر الاطلانتس الغارقة.
3- اكتشف احد البحارة جزيرة غريبة ظهرت فجأة قبالة سواحل جزر الباهاماس في المحيط الاطلسي عام 1968 وهو ما كان احد المنجمين تنبأ بوجوده من قبل.
4- هناك جزيرة طينية غارقة في مضيق جبل طارق تدعى سبارتل ويعتقد البعض انها نفسها المدينة المفقودة لكن يشكك البعض في ذلك كون الروايات تتحدث عن ان اطلانطس قد اختفت قبل 4 الى 5الاف سنة على الاكثر لكن سبارتل غطس في البحر قبل 11500 سنة .
الإعلانات
5- بعض الباحثين يركزون اهتماهم على المنطقة المحصورة بين سوريا وقبرص واشهرهم الباحث الامريكي سامارست الذي ادعى ان قبرص هي الزء المتبقي من جزر اطلانطس بينما غرقت الاخرى وهناك دلائل على وجود مجمعات غارقة على عمق 1500 متر قرب سواحل قبرص.
6- يرى بعض الباحثين ان اطلانطس هي نفسها ايرلندا وذلك للتشابه الكبير في الشكل بينهما حسب الخرائط المشهورة للجزيرة وهذا الرأي لم يعززه اي اكتشاف اثري يربط بين ايرلندا والمدينة المفقودة.
ومنذ افلاطون الى يومنا هذا ظهرت عدة روايات تتحدث عن الحياة الفارهة والشخصيات الخيالية التي عاشت فيها وكذلك تم انتاج عدة افلام بعضها كان افلام رسوم متحركة الذي تحول الى مسلسل كرتوني فيما بعد وقد اصبحت بعض شخصيات اطلانتس محببة لدى كثير من الاطفال حول العالم، كما انه تم اصدار عدد من الكتب العلمية التي تناقش الدلائل على وجود الامبراطورية المفقودة، ولا تزال كثير من الاكتشافات الحديثة قيد الدراسة بهدف التوصل الى رابط بينها وبين اطلانتس ومنها اهرامات الكوارتز التي وجدت مؤخرا في قاع المحيط الاطلسي، ولعل ايجاد اجابة على سؤال واحد هو من صنع كل تلك التحف والاثار التي اكتشفت في قاع المحيط قد يقود الى اكتشاف مصير اطلانتس احد اهم الالغاز التي تجذب الباحثين وهواة الامور الغامضة والغريبة ولعل استخدام الاقمار الصناعية هو احد اهم نقاط القوة الجديدة التي قد تمكن العلماء من رسم خرائط لبعض التشكيلات التي تتواجد تحت سطح مياه بعض المحيطات وخاصة المحيط الاطلسي .
فلا اقسم بمواقع النجوم
فلا اقسم بمواقع النجوم – الإعجاز العلمي في سورة الواقعة
أقسم تعالى في سورة الواقعة – 75 بمواقع النجوم فقال { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } * { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } * { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }. فقد أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وقال إن هذا القسم الذي أقسمَ به لقسم، لو تعلمون ما هو، وما قدره، لقسم عظيم. الغاية من القسم أن هذا القرآن لقرآن كريم، في كتاب (الذي في السماء) مصون عند الله لا يمسه شيء من أذى من غبار ولا غيره، لا يمسّ ذلك الكتاب المكنون إلا الذين قد طهَّرهم الله من الذنوب والملائكة، وهو تنزبل من رب العالمين.
ربط تعالى صدقية الفرآن وحقيقة تنزيله بعظمة مواقع النجوم. فما العظيم بمواقع النجوم؟ { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } *
كل النجوم التي نراها بالعين المجرّدة تقع ضمن مجرتنا، فنحن نراها بالليل والمسافة بينها ثابتة، ثم نراها تتحرك جميعها مع بعضها خلال ساعات الليل بسبب دوران الأرض حول نفسها وحركة اخرى خلال فصول السنة بسبب دوران الأرض حول الشمس ثم تعود من حيث بدأت. الآيات السابقة تخبرنا بأن الموضوع ليس بهذه البساطة إذ أخبرنا تعالى بأننا لا نملك من العلم ما يكفي “لو تعلمون” لكي نعطي هذا القسم حق قدره.
تمت الاشارة الى كافة المراجع المستخدمة في هذه المقالة بروابط تؤدي الى اصل المعلومة مثل موقع تفسير القرآن الكريم، ومواقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وموقع ويكيبيديا، ومواقع اخبارية ومواقع علمية أخرى ذات علاقة، بالإضافة الى موقع باحث اللغوي وذلك لكي يتأكد القارئ من صدق المعلومة.
في عام 1989، أطلقت الوكالة الأوروبية للفضاء European Space Agency – ESA المسبار هيباركوس لتحديد مواقع نحو مئة ألف نجمة بمجرتنا بدقة عالية في مهمة مدتها ثلاث سنوات. السبب في لجوء العلماء لاطلاق مسبار بدلا من رصدها من الأرض هو أن الغلاف الجوي يعيق عملبة الرصد وقد بُحدث انحرافا في الموقع، كما وأن الأرض تدور حول نفسها بمحور به بعض التأرجح، كما وأن الأرض غير ثابتة إذ تدور حول الشمس مرّة كل سنة، أضف الى ذلك أن موقع الشمس في وسط النظام الشمسي غير ثابت (متأرجح) بسب قوة جذب الكواكب لها، كما وأن الشمس والكواكب التابعة لها غير ثابتة، بل تجري بسرعة تقارب ثمانمائة الف كيلومتر في الساعة في مدار حول مركز المجرّة كما ذكرنا في مقالتنا “أين تستقر الشمس” . أي أن المكان الذي نحاول أن نرصد منه مواقع النجوم (الأرض) غير ثابت، وبالتالي فاننا بحاجة الى تكنولوجيا متقدمة لأخذ كل هذه المتغيرات بعين الإعتبار “لو تعلمون” لتحديد مواقع النجوم.
صورة التقطتها ناسا لمجرة Island Universe N5033 والتي تشبه مجرتنا بشكل كبير
علم مواقع النجوم هو علم قديم وأول من حاول تحديد مواقع النجوم هو العالم اليوناني هيباركوس (190 – 120 ق.م.) وقد كان قادرا على وضع كتالوج يحتوي على مواقع عدد من النجوم المرئية والبالغة حوالي 2000 نجمة بينما تحتوي مجرتنا – درب التبانة – على 200 الى 300 مليار نجمة، وبالتالي فإن ما رصده المسبار هو عبارة عن عينة صغيرة من نجوم مجرتنا وبالقرب من نظامنا الشمسي، ولكن ما أثبته المسبار هيباركوس بشكل قطعي وغيّر كل المفاهيم هو أنه لا يوجد شيء ثابت، فكل النجوم التي تم رصدها متحركة والسبب في أننا لا نرى حركة هذه النجوم هو أن عمرنا وتاريخنا قصيرين مقارنة بأعمار الأجرام السماوية بشكل عام بالإضافة الى ضخامة المسافات بين النجوم، وبالتالي فاننا لا نلحظ حركتها، أمّا بالنسبة للمسبار هيباركوس فقد كان قادراً على تحديد مواقع النجوم واتجاه حركتها وسرعتها وبالتالي رصد النمط العام لحركة مجموعة من النجوم. هذه المعطيات توفّر للعلماء ما يكفي لعمل محاكاة من خلال الكمبيوتر لرصد حركتها عبر الزمن. قال تعالى في سورة الإسراء 44 { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ألا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ أمَرَ بِهِ نُوحٌ ابْنَهُ؟ إنَّ نُوحاً قالَ لاِبْنِهِ يا بُنَـيَّ آمُرُكَ أنْ تَقُولَ سُبْحانَ اللّهِ وبِحَمْدِهِ فإنَّها صَلاةُ الـخَـلْقِ، وَتَسْبِـيحُ الـخَـلْقِ، وبِها تُرْزَقُ الـخَـلْقُ، قالَ اللّهُ وَإنْ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ “.
فهل توصلنا الى ما يكفي من العلم لفهم علم مواقع النجوم “لَّوْ تَعْلَمُونَ“؟ ما زال العلم في بداية الطريق في هذا المجال وحجم المعلومات التي تم جمعها لا يكفي – حسب رأي العلماء – للوصول الى نتائج ذات دلالة، ولهذا ستقوم وكالة الفضاء الأوروبية باطلاق السمبار “جايا” في ديسمبر من عام 2013 في مهمة طولها 5 سنوات لرصد مواقع مليار نجم من كافّة انحاء المجرّة وبناء نموذج ثلاثي الأبعاد وذلك برصد حركتها واتجاهها، هذا النموذج سوف يوفّر للعلماء صورة واضحة عن نمط حركة النجوم في مجرتنا. لن يستطيع المسبار الذي كلّف 650 ملبون يورو بناء هذا النموذج لوحده، بل يحتاج الى فريق من مئات الأخصائيين والعلماء من كافّة انحاء أوروبا مكوّن من محللي البيانات ومهندسي الكمبيوتر وعلماء الفلك وعلماء الرياضيات وعلى مدى ثمانية سنوات لكي يستطيعوا بناء هذا النموذج الذي سيحتاج الى أجهزة كمبيوتر عملاقة وسعة تخزين هائلة تصل الى مليون جيجا بايت (ألف تيرا بايت) وستكتمل هذه المهمّة عام 2020، اما إذا اراد العلماء تحديد موقع كل نجم في مجرتنا، فلربما سيكونوا بحاجة الى 200 الى 300 ضعف عدد العلماء وقدرة معالجات الكمبيوتر وسعة التخزين … فهل هذا قسم عظيم؟
{ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } الواقعة 74
الجمعة، 23 أكتوبر 2015
حليمة السعدية
نسب حليمة السعدية
هي حليمة بنت أبي ذؤيب واسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة، أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فهي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، واسم أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاع يعني زوج حليمة الحارث بن عبد العزى.
أخذها للنبي صلى الله عليه وسلم وإرضاعه
وعن حليمة رضي الله عنها قالت: قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه, فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قيل: يتيم تركناه وقلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه!, إنما نرجو المعروف من أب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا، فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعًا غيري فلم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه, فقال: لا عليك, فذهبت فأخذته فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شارفي تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال لي صاحبي: يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة, وكانت رضي الله عنها عندما وقفت على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها: من أنت؟ قالت: امرأة من بني سعد قال: فما اسمك؟ قالت: حليمة فقال: بخ بخ سعد وحلم, هاتان خلتان فيهما غناء الدهر.
بعض ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في بيتها
عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت: في هذا الحر؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرًّا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع, وبينما هو يلعب وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بَهْمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه, فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني, فوالله ما أدري ما صنعا قالت: فاحتملناه ورجعنا به قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف, قالت: فرجعنا به, فقالت: ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لا والله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره, فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه، كلا والله إن لابني هذا شأنًا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملاً قط كان أخف عليَّ ولا أعظم بركة منه, ثم رأيت نورًا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى, ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعًا يده بالأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما.
من مواقف حليمة السعدية مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحمًا فأقبلت امرأة بدوية, فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه, فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمه التي أرضعته.
وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة, فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة, وقد رأت حليمة السعدية من النبي صلى الله عليه وسلم الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنيها.
وفاة حليمة السعدية رضي الله عنها
عمّرت رضي الله عنها دهرًا ولم يعرف تحديدًا سنة وفاتها.
ظاهرة ديجا فو (Déjà vu)
الظاهرة التي حيرت العلماء .. فتعالوا نتعرف عليها!
كنتُ جالساً لوحدي في مقهى أقرأُ كتاباً وأحتسي القهوة، وإذا باثنين يدخلان يرتفع صوتهما بكلام حول كرة القدم، رفعتُ رأسي ونظرت إليهما ثم أكملتُ قراءة الكتاب، وفجأة شعرتُ بأني عشت هذه اللحظة من قبل وبأني مررت بهذا الموقف بأدق تفاصيله، وشعرت بأني أعرف هذين الشخصين وأعرف اسمهما وأعرف ما سيحدث خلال اللحظات التالية.
في اللحظات التالية سيأتي صديقي ويراني صدفةً ويجلس معي على الرغم أنها هي المرة الأولى التي أقعد فيها في هذا المقهى .. وفعلاً بعد لحظات جاء صديقي وحيّاني وقعد بجانبي!!
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها شيءٌ كهذا، بل حدثت عدّة مرات.
إن ما حصل معي ظاهرةٌ تُسمى “Deja Vu” وهي كلمة فرنسية الأصل وتعني “شوهد من قبل” والترجمة الإنجليزية لها هي “Already seen”، وهي ظاهرة غربية تجعل المرء يشعر بأنه عاش هذه اللحظة من قبل بأدق تفاصيلها بنفس المكان ونفس الأشخاص، إلا انه لا يتذكر متى حدث هذا!
غالباً تحدث هذه الظاهرة مع الأطفال كما أنها تحدث مع الكبار بشكل نادر، وأفادت الدراسات أن هذه الظاهرة تحصل مع 60% – 80% من الأشخاص وعادة ما تكون لثوانٍ قليلة وتأتي بعشوائية.
إذاً ما هو تفسير هذه الظاهرة؟
في الحقيقة، وعلى الرغم من التطورات العلمية الحاصلة إلا أنه لم يتوصل أحد حتى الآن إلى تفسير مقنع للـ Deja Vuولكن هناك عدّة فرضيات بين علماء مؤمنين بالظواهر الخارقة وعلماء متشككين بها. وفيما يلي بعض الفرضيات التي فسرت هذه الظاهرة:
1- فرضية فصي الدماغ
كما هو معلوم فإن الدماغ ينقسم إلى فص أيمن وآخر أيسر يعملان معاً بكفاءة عالية، ولكن ما يحدث أنه يسبق أحد الفصين استقبال المعلومة بأجزاء من الثانية عن الفص الآخر، ثم تصل المعلومة إلى الفص المتأخر، وعندما يدرك الإنسان ذلك يشعر وكأنه عايش هذه اللحظة من قبل ولكن في الحقيقة أن المخ قد خزنها في الذاكرة القصيرة الأمد قبل أن يستوعبها الإنسان بالكامل، وهذه العملية تحدث خلال ثوانٍ معدودة.
إلا أن هذا التفسير لا يشرح كيف للإنسان أن يعلم ما سيحدث في المستقبل القريب.
2-حاسة النظر
البعض يُرجح هذه الظاهرة بأن إحدى العينين تُسجّل الصورة أسرع من العين الأخرى وعندما يدرك الإنسان ذلك يأتيه ذاك الشعور بأنه قد شاهد هذا المشهد من قبل.
وهذا التفسير لا يشرح لماذا يشعر الأعور بهذا الشعور أيضاً.
3- الذاكرة
يقول آخرون بأن بعض المشاعر اللحظية قد تجذب مشاعر سابقة محفوظة في ذاكرتك فهنا تحدث الـ Deja Vu ، وهناك تفسير يقول بأن الـ Deja Vu ما هو إلا محض معلومات او وقائع عايشناها سابقاً ونسيناها وعندما نكون في وضع مشابه لهذا فإننا نسترجع الذكريات القديمة، كالسمكة الذهبية التي تدوم ذاكرتها 3 – 6 أشهر.
رغم صحة التفسيرات إلا أنها لا تشرح أيضاً لماذا نشعر بأننا زُرنا هذا المكان من قبل مع أنها هي المرة الأولى التي نكون متواجدين فيه.
4- تجربة ما قبل الولادة
يُعزي بعض المؤمنون بالخوارق بأن هذا سببه “تجربة ما قبل الولادة” أو ” pre-birth experience” حيث أن الروح قبل استقرارها في الجسد تعيش كل لحظة ولكن ما إن تدخل الجسد حتى تنسى حياتها السابقة وتبدأ حياة جديدة، وقد تمر بعض اللحظات التي يتذكرها المرء بأنه عاشها قبلاً ولا يعرف متى وهو يكون قد عاشها في حياة سابقة، ويقول البعض أن الإنسان أثناء نموه في بطن أمه يمرّ عليه شريط حياته بالكامل ولكن لا يتذكر منه إلا حالات الـ Deja Vu.
هذه الفرضية ربما كانت تُفسر ما عجزت عن تفسيره الفرضيات السابقة إلا أنها خيالية بعض الشي!
5- الأحلام
كل ليلة يحلم الإنسان بعشرات الأحلام ، إلا أنه وبمجرد أن يستيقظ ينسى 90% منها، وإن كان محظوظاً فإنه سيتذكر آخر حلمين في تلك الليلة وإن لم يُلقِ لها بالاً فإنه سينساها بعد 10 دقائق من استيقاظه على الأكثر.
يقول المؤمنون بهذه الفرضية أن الـ Deja Vu ما هي إلا أحلام حلمها الشخص ونسيها، وعندما مرّ بمشهد مماثل لذاك الذي في الحلم حَسِبَ بأنه قد عاش هذه اللحظة من قبل.
وتكشف هذه الفرضية الكثير من الغموض حول الرؤى المستقبلية القصيرة ، فيؤكد العلماء أثناء نوم الإنسان قد يمرّ عليه لحظات يرى فيها حياته وماضيه ومستقبله وهذا ما يحدث في الرؤية الصادقة.
على الرغم من تنوع الفرضيات المُفسرة لهذه الظاهرة إلا أنها مازالت تُحيّر العلماء إلى يومنا هذا.
منقول عن (عالم الابداع)
كنتُ جالساً لوحدي في مقهى أقرأُ كتاباً وأحتسي القهوة، وإذا باثنين يدخلان يرتفع صوتهما بكلام حول كرة القدم، رفعتُ رأسي ونظرت إليهما ثم أكملتُ قراءة الكتاب، وفجأة شعرتُ بأني عشت هذه اللحظة من قبل وبأني مررت بهذا الموقف بأدق تفاصيله، وشعرت بأني أعرف هذين الشخصين وأعرف اسمهما وأعرف ما سيحدث خلال اللحظات التالية.
في اللحظات التالية سيأتي صديقي ويراني صدفةً ويجلس معي على الرغم أنها هي المرة الأولى التي أقعد فيها في هذا المقهى .. وفعلاً بعد لحظات جاء صديقي وحيّاني وقعد بجانبي!!
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها شيءٌ كهذا، بل حدثت عدّة مرات.
إن ما حصل معي ظاهرةٌ تُسمى “Deja Vu” وهي كلمة فرنسية الأصل وتعني “شوهد من قبل” والترجمة الإنجليزية لها هي “Already seen”، وهي ظاهرة غربية تجعل المرء يشعر بأنه عاش هذه اللحظة من قبل بأدق تفاصيلها بنفس المكان ونفس الأشخاص، إلا انه لا يتذكر متى حدث هذا!
غالباً تحدث هذه الظاهرة مع الأطفال كما أنها تحدث مع الكبار بشكل نادر، وأفادت الدراسات أن هذه الظاهرة تحصل مع 60% – 80% من الأشخاص وعادة ما تكون لثوانٍ قليلة وتأتي بعشوائية.
إذاً ما هو تفسير هذه الظاهرة؟
في الحقيقة، وعلى الرغم من التطورات العلمية الحاصلة إلا أنه لم يتوصل أحد حتى الآن إلى تفسير مقنع للـ Deja Vuولكن هناك عدّة فرضيات بين علماء مؤمنين بالظواهر الخارقة وعلماء متشككين بها. وفيما يلي بعض الفرضيات التي فسرت هذه الظاهرة:
1- فرضية فصي الدماغ
كما هو معلوم فإن الدماغ ينقسم إلى فص أيمن وآخر أيسر يعملان معاً بكفاءة عالية، ولكن ما يحدث أنه يسبق أحد الفصين استقبال المعلومة بأجزاء من الثانية عن الفص الآخر، ثم تصل المعلومة إلى الفص المتأخر، وعندما يدرك الإنسان ذلك يشعر وكأنه عايش هذه اللحظة من قبل ولكن في الحقيقة أن المخ قد خزنها في الذاكرة القصيرة الأمد قبل أن يستوعبها الإنسان بالكامل، وهذه العملية تحدث خلال ثوانٍ معدودة.
إلا أن هذا التفسير لا يشرح كيف للإنسان أن يعلم ما سيحدث في المستقبل القريب.
2-حاسة النظر
البعض يُرجح هذه الظاهرة بأن إحدى العينين تُسجّل الصورة أسرع من العين الأخرى وعندما يدرك الإنسان ذلك يأتيه ذاك الشعور بأنه قد شاهد هذا المشهد من قبل.
وهذا التفسير لا يشرح لماذا يشعر الأعور بهذا الشعور أيضاً.
3- الذاكرة
يقول آخرون بأن بعض المشاعر اللحظية قد تجذب مشاعر سابقة محفوظة في ذاكرتك فهنا تحدث الـ Deja Vu ، وهناك تفسير يقول بأن الـ Deja Vu ما هو إلا محض معلومات او وقائع عايشناها سابقاً ونسيناها وعندما نكون في وضع مشابه لهذا فإننا نسترجع الذكريات القديمة، كالسمكة الذهبية التي تدوم ذاكرتها 3 – 6 أشهر.
رغم صحة التفسيرات إلا أنها لا تشرح أيضاً لماذا نشعر بأننا زُرنا هذا المكان من قبل مع أنها هي المرة الأولى التي نكون متواجدين فيه.
4- تجربة ما قبل الولادة
يُعزي بعض المؤمنون بالخوارق بأن هذا سببه “تجربة ما قبل الولادة” أو ” pre-birth experience” حيث أن الروح قبل استقرارها في الجسد تعيش كل لحظة ولكن ما إن تدخل الجسد حتى تنسى حياتها السابقة وتبدأ حياة جديدة، وقد تمر بعض اللحظات التي يتذكرها المرء بأنه عاشها قبلاً ولا يعرف متى وهو يكون قد عاشها في حياة سابقة، ويقول البعض أن الإنسان أثناء نموه في بطن أمه يمرّ عليه شريط حياته بالكامل ولكن لا يتذكر منه إلا حالات الـ Deja Vu.
هذه الفرضية ربما كانت تُفسر ما عجزت عن تفسيره الفرضيات السابقة إلا أنها خيالية بعض الشي!
5- الأحلام
كل ليلة يحلم الإنسان بعشرات الأحلام ، إلا أنه وبمجرد أن يستيقظ ينسى 90% منها، وإن كان محظوظاً فإنه سيتذكر آخر حلمين في تلك الليلة وإن لم يُلقِ لها بالاً فإنه سينساها بعد 10 دقائق من استيقاظه على الأكثر.
يقول المؤمنون بهذه الفرضية أن الـ Deja Vu ما هي إلا أحلام حلمها الشخص ونسيها، وعندما مرّ بمشهد مماثل لذاك الذي في الحلم حَسِبَ بأنه قد عاش هذه اللحظة من قبل.
وتكشف هذه الفرضية الكثير من الغموض حول الرؤى المستقبلية القصيرة ، فيؤكد العلماء أثناء نوم الإنسان قد يمرّ عليه لحظات يرى فيها حياته وماضيه ومستقبله وهذا ما يحدث في الرؤية الصادقة.
على الرغم من تنوع الفرضيات المُفسرة لهذه الظاهرة إلا أنها مازالت تُحيّر العلماء إلى يومنا هذا.
منقول عن (عالم الابداع)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)