بعد غربة استمرت أكثر من عشرين عاما عاد المهندس عادل من الخارج ليستقر في مصر عمله المضني بإحدى الدول العربية أنساه نفسه حتى بلغ من العمر 45 عاما وقتها فقط قرر العودة بصفة نهائية أول عمل قام به كان استثمار جزء من ثروته في بناء عمارة سكنية ضخمة في منطقة راقية في القاهرة وخصص في العمارة شقة لشقيقه الوحيد وأخرى لوالدته كما أسس شقة فاخرة لنفسه رشحت له والدته عدة فتيات للزواج إلا أنه رفضهن جميعاً رغم إلحاحها عليه فهو لم يجد في واحدة منهن من يتمناها لتكون شريكة حياته، دعاه صديقه لحضور حفل عيد ميلاد طفله الصغير وفي الحفل شاهد فتاة جميلة ممشوقة القوام ترتدي فستانا بسيطا دخلت قلبه من أول نظرة ومن خلال صديقه علم أنها مُدرسة ومن أسرة فقيرة وتصغره بحوالي 20 عاما فقرر الارتباط بها، رفضت والدته نظرا لفارق السن والمستوى الاجتماعي إلا أنه أصر على رأيه.
وافقت الام عليها ورافقته بصحبة شقيقه إلى منزل أسرتها وبعد أسبوع واحد تمت الخطبة وخلال فترة الخطبة أغدق عليها بالهدايا الثمينة ولم تمض عدة أشهر إلا وتم زواجهما بعد أن قام بإجراء التعديلات التي طلبتها بالشقة واشترى لها أفخر الأثاث كما أقام حفل زفاف أسطوريا بإحدى القاعات الكبرى بفندق شهير واستمر الحفل حتى الساعات الأولى من الصباح، أمضيا شهر العسل في أحد الفنادق الكبرى بشرم الشيخ ولم يبخل عليها بشيء وشعر بأنه يعيش قصة حب كبيرة وكأن عجلة الزمن تعود بعمره إلى الخلف. وقضى معها 7 سنوات اعتبرها أحلى سنوات عمره وأنجب منها ولدين سمير وعماد ومن حرصه على راحتها أحضر للطفلين مربية خاصة بخلاف الخادمة التي تتولى شؤون المنزل ولم يقتصر كرمه عليها فقط وإنما امتد ليشمل باقي أفراد أسرتها حيث تمكن من الحصول على عمل لوالدها بأجر كبير في إحدى الشركات التي يتعامل معها كما منح شقيقها مبلغا كبيرا عندما أقدم على الزواج.
استمرت بينهما الحياة وشعوره بالسعادة لم يتغير حتى داهمه المرض وفي أحد الأيام عاد مرهقا من عمله وداخله شعور بالإعياء فقام باستدعاء الطبيب الذي طلب إليه إجراء بعض الفحوصات والأشعات فتوجه في اليوم التالي لأحد المستشفيات الخاصة وكانت المفاجأة عندما كشفت التحاليل إصابته بمرض السرطان وأنه في مراحله الأخيرة أصيب عادل بالانهيار وزهد في الدنيا وبصعوبة امتثل للعلاج الكيماوي وأخذ يتردد على المستشفى وأصبح دائم البكاء ووالدته تحاول أن تهدئ من روعه وتدعو له بالشفاء حتى مر عام وحالته تزداد سوءاً فتم نقله للمستشفى حيث تم إيداعه حجرة العناية المركزة وخلال فترة وجوده بالمستشفى تعرفت سهام إلى الطبيب الشاب الذي يشرف على علاجه وتبادلت معه نظرات الإعجاب والغرام وكثرت اللقاءات بينهما داخل غرفة الطبيب بالمستشفى بحجة الاطمئنان على صحة زوجها لم يشك أحد فيهما في البداية لكن الممرضات لاحظن العلاقة بينهما وأصبح الجميع يتهامسون لكثرة تردد الزوجة على غرفة الطبيب في أوقات متأخرة من الليل وتطورت العلاقة بينهما تدريجيا حتى وصلت إلى شقة الزوجة وبينما كان زوجها يصارع المرض كانت هي تقضي السهرات مع الطبيب الشاب.
تلقت ذات ليلة مكالمة تليفونية من إحدى الممرضات تخبرها بأن زوجها فارق الحياة، ارتدت ملابس الحداد وأخذت تبكي بدموع التماسيح وهي تودع زوجها إلى مثواه الأخير لكن بعد مضي عدة أيام على وفاة الزوج لاحظ شقيقه كثرة خروج سهام وعودتها في أوقات متأخرة من الليل تاركة طفليها لدى جدتهما وفي إحدى الليالي شاهد الطبيب الشاب يدخل شقة شقيقه الراحل وعلم من سمير ابنه أنها ليست المرة الأولى التي يزورهم فيها الطبيب كما أخبر الطفل عمه بأنه عقب كل زيارة تطلب والدته إليه هو وشقيقه التوجه لشقة جدتهما تتبع العم تصرفات أرملة شقيقه وزوارها وتأكد من صحة شكوكه وأن سهام خائنة انتظر العم حتى تأكد من وجود الطبيب بشقة شقيقه المتوفى فطرق الباب وعندما فتحت الزوجة كانت بكامل زينتها وبصحبتها الطبيب فأحضر الشرطة وحرر محضرا بالواقعة وأدلى شهود العيان من الجيران بأقوالهم، وأقام دعوى قضائية أمام محكمة الأحوال الشخصية على زوجة شقيقه لحرمانها من حضانة طفليها ونقل حضانتهما إلى جدتهما وبعد أن استمعت المحكمة لشهادة الشهود واطمأنت إليها أصدرت حكمها بنقل حضانة الطفلين من الأم إلى جدتهما ا لأن الأم غير أمينة عليهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق