كان رجل يبكي وينادي : أين قلبي - أين قلبي - من وجد قلبي؟
وفيما كان يوما يسير في احد الشوارع ، وجد صبيا يبكي وأمه تضربه ، ثم أخرجته من الدار فأغلقت دونه الباب ، فجعل الصبي يلتفت يمينا وشمالا ، ولا يدري أين يذهب ، ولا أين يقصد ، فرجع إلى باب الدار ، فوضع رأسه على عتبته فنام ، فلما استيقظ جعل يبكي ويقول :
يا أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك؟
ومن يدنيني من نفسه إذا طردتني؟
ومن الذي يئويني بعد أن غضبت علي؟
فرحمته أمه فقامت فنظرت من خلل الباب ، فوجدت ولدها تجري الدموع على خده ، متمرغا في التراب ، ففتحت الباب ، وأخذته حتى وضعته في حجرها ، وجعلت تقبله وتقول:
يا قرة عيني وعزيز نفسي ، أنت الذي حملتني على نفسك ، وأنت الذي تعرضت لما حل بك ، لو كنت أطعتني لم يكن مني مكروها .
فقال الرجل : قد وجدت قلبي - قد وجدت قلبي!
فهل تعرف كيف وجد قلبه؟
في التذلل على عتب باب ربه - في الخضوع لمولاه والفرار منه إليه ، لأن كل شيء تخافه تفر منه ، إلا الله - إذا خفته فإنك تفر إليه ، {ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}
صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق