* السفينة اس اس اورانغ ميدان
اس اس اورانغ ميدان سفينة غرقت في المياه الاندونيسية في ظروف غامضة، فقد طلب الطاقم النجدة لتعرضهم لخطر ما وعندما وصلت النجدة اليهم كانوا قد ماتوا جميعا وقد بدت عليهم اثار الخوف او الاختناق، وبعد فترة بسيطة اضطرت فرقة الانقاذ لمغادرة السفينة بعد ان نشب حريق ضخم فيها تبعه عدة انفجارات ادت الى غرقها بالكامل وهو ما منع الاستمرار بالتحقيق في ظروف وفاة الطاقم وهو ما اثار عاصفة من التوقعات التي وصل بعضها الى ان الارواح الشريرة هي من قام بالقضاء على السفينة واغراق الطاقم، .
كان طاقم السفينة يحمل الجنسية الدنماركية ويعتقد ان الاسم الذي اشتهرت به ليس هو اسمها الحقيقي بل هو اسم اطلق عليها نتيجة غرقها قبالة سواحل مدينة ميدان الاندونيسية بينما تعني اورانغ الرجل في اللغة الاندونسية وبذلك يكون اسم السفينة هو الرجل في ميدان او من ميدان، وهذا ما يفسر عدم وجود ذكر لها في السجلات الدينماركية او اي سجلات اخرى، بينما يرى بعض الباحثين انه قد تم اخفاء السجلات عمدا وذلك لان السفينة كانت تستعمل لعمليات تهريب غاية في الخطورة بحيث ان ظهور القصة الحقيقية للسفينة والسبب وراء غرقها يزعزع امن بعض دول المنطقة ويهدد بحدوث صراعات بين تلك الدول.
* طاقم السفينة والموت اللغز المخيف
في شهر حزيران عام 1947 وعندما كانت السفينة تبحر من الصين الى كوستاريكا، التقطت سفينة امريكية نداء استغاثة من السفينة يخبر فيها فني الاتصال بالراديو عن موت الطاقم على السفينة وان هناك خطر شديد يهدد السفينة، ثم توقف لفترة قصيرة قبل ان يرسل عبارة ” انا اموت” ,لكن لم تذكر الرسالة نوع ذلك التهديد كذلك لم يستطع المسعفين تحديد الزمن الذي استغرقه الطاقم حتى ماتوا جميعا من اللحظة التي اكتشفوا فيها تعرضهم لهذا الخطر، وعند الوصول الى السفينة وجد جميع افراد الطاقم قد فارقوا الحياة، حيث كانوا مستلقين على ظهورهم وقد ارتسمت على وجوههم علامات مرعبة حيث العيون الجاحظة والافواه الفاغرة، وهو ما جعل المسعفين يرجحون انهم تعرضوا للاختناق لكن بعد فترة قصيرة تعالت النيران في السفينة وهو ما اضطرهم الى مغادرتها حيث انفجرت واختفت في الماء لتخفي معها سر تلك النهاية المأساوية والمحيرة لطاقمها .
* تفسيرات حادثة السفينة اس اس اورانغ ميدان :
بعض الكتاب ادعى انه التقى بأحد المسعفين والذي اخبره ان احد افراد الطاقم الذي كان في لحظات النزاع الاخير اخبره انهم كانوا ينقلون مادة خطرة، ربما تكون حامض الكبريتيك عندما تكسرت بعض عبوات الشحنة وهو ما ادى الى انطلاق كميات هائلة من بخار الحامض عند اختلاطه بالماء مما ادى الى اختناقهم جميعا لكن ذلك لم يثبت، ولم يؤكد اي تقرير ما كانت تحمل السفينة، ومع كل هذة الظروف المحيطة بالسفينة فمن اختفائها تماما الى عدم ورود ذكرها في اي سجلات ادى الى ظهور عدة تفسيرات واهمها:
1– اشار بعض الكتاب ان السفينة ربما كانت تستعمل في تهريب المواد الكيميائية الخطرة الى تلك المنطقة وفي الغالب مواد تستعمل في صناعة الاسلحة، وما ادى الى تلك الكارثة هو حدوث تسرب لمياه البحر الى براميل تلك المواد او حدوث تسرب من البراميل وتفاعل المواد المتسربة مع الرطوبة الجوية مما ادى الى اطلاق غازات سامة ادت الى اختناق الطاقة وهو ما تؤكده الحالة التي وجدوا عليها، وهذة الفرضية هي الاكثر تصديقا والاقرب الى ما حدث على ما يبدو، فكون عدم ظهور سجل مفصل لرحلات السفينة يمكن ان يشير انها كانت تقوم بعمليات غير قانونية و كذلك الانفجار الذي حصل يمكن ان يكون نتيجة تفاعل الماء مع النيتروجلسرين وهي اشهر المواد المستعملة في صناعة المتفجرات، كما ذهب بعض الكتاب الى رأي اكثر تطرفا حيث زعموا انه قد تكون هناك عملية مدبرة وذلك لإخفاء سر كبير لكن هذة الفرضية تعد دربا من الخيال عند كثير من الباحثين.
2– حدوث عطل ما في منطقة المحركات التي كانت تعمل بمولدات بخارية ضخمة، حيث يعتقد بعض الكتاب ان ما حدث كان تسرب لكميات كبيرة من غاز اول اوكسيد الكربون الى غرف نوم البحارة مما ادى الى موتهم بالتسمم بالغاز، كما ان الانفجار حدث نتيجة انتشار النار في منطقة المحركات وهو ما ادى الى ارتفاع حرارة غلايات البخار وانفجارها، وهذة الفرضية بها الكثير من النواقص، فكيف يمكن تفسير هذا الموت السريع والمفاجيء مع علامات اختناق مرعبة على وجوه البحارة مع العلم ان غاز اول اوكسيد الكربون يقتل بشكل خفي ويؤدي الى فقدان الشخص الوعي دون ان يحس كما ان خروجه الى سطح السفينة كافي ليتعافى بشكل يبقيه على قيد الحياة دون الحاجة الى اي نوع من العلاج .
3– الارواح الشريرة، حيث تعج منطقة غرق السفينة بالاعراق التي تؤمن بالارواح اشريرة والاشباح وهو ما جعل السفينة دليل كاف لهم على ان بعض مناطق المحيط مسكونة بأرواح شريرة وانهم يشكلون فرق من القراصنة التي تهاجم السفن وتقضي على بحارتها وهذا امر خيالي ولم يستطع احد الى اليوم اثباته .
4– ان تكون القصة كلها ملفقة وان لايكون هناك سفينة اسمها اورانغ ميدان وذلك لأن السفينة لم يرد لها ذكر اصلا في السجلات، كما ان حادثة التحطم المزعومة لم تسجل ايضا، ولكن هناك حادثة مشابهة لها وقعت مع سفينة اسمها “بينتون” حيث غرقت السفينة نتيجة حادث عادي وقد سجل الحادثة بتفاصيل قريبة الى تلك التي ذكرت لسفينة اورانغ ميدان من حيث الموقع والتاريخ وهو ما يجعل بعض الكتاب يعتقدون ان قصة السفينة اختلقها احد الرواة البارعين بخلط الواقع مع الخيال وذلك بالاستفادة من حادث غرق سفينة بينتون، وبعد ذلك صدق الناس القصة وصارت واقع لكن في اوهام الناس واحاديثهم التي لا ترتكز على ادلة موثوقة.
سواء كانت اورانغ ميدان سفينة حقيقية او وهمية فقد شغلت الباحثين والكتاب لعدة عقود وما زال البعض يعتقد ان هناك مؤامرة لمحو ذكر تلك السفينة حتى لا يقع البعض تحت طائلة المسئولية، بينما يتمسك المشككين برأيهم انها قصص ملفقة ولا اساس لها من الصحة وان البحث في هذة القضية لا طائل منه، والى اليوم لم تستطع جهة نفي او اثبات وجود تلك السفينة او السبب الحقيقي وراء نهايتها ان كانت القصص الواردة عنها صحيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق