الموت
كان وما زال السؤال الأهم منذ بداية البشرية والى ألان هو( ما معنى الحياة ) !!!
وقد طرحت الكثير من الإجابات عن هذا السؤال والتي كانت اغلبها دينية وروحانية تختلف عن بعضها ولكنها تتفق على نتيجة واحدة ألا وهي أن معنى الحياة موجود في حياة أخرى بعد الموت.
وأما العلم فقد قدم إجابات محددة ومجردة ونهائية للحياة, وهو انه لا معنى للحياة سوى النمو والتكاثر ومن ثم الفناء.
ولكن ما يثير اهتمامي أكثر من معرفة معنى الحياة, هو ما معنى الموت ! أو ما هو الموت ! .
ما هو شكله ؟ كيف يكون ؟ هل توجد لحظات زمنية نشعر به ؟ هل مؤقت هو أم دائم ؟أم انه لا يوجد شئ سوى اللحظة الأخيرة من الحياة ومن ثم لا شئ ! .
ما هو الموت من الناحية العلمية ! لنرى ما يقوله العلم الحديث .
الموت هو حالة توقف المخلوقات (الحية) نهائيا عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة والخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر .
ولكي نتعمق اكثر بهذه الحالة سوف نستعرض لكم بعض الحقائق العلمية ...
الساعة الحيوية للخلية :
في داخل كل خلية من خلايا جسدنا ساعة حيوية فائقة الدقة، إن البرنامج الموجود في كل خلية والذي يسير بخطوات دقيقة لا يشذ عنها، وقد بُرمجت هذه الساعة لتدق عدداً محدداً من الدقات، لا تزيد ولا تنقص، وعندما تدق آخر دقة فإن الموت يأتي بعدها ولا يتأخر أبداً.
الموت مخلوق :
أن برنامج موت الخلية يخلق مع الخلية ذاتها، ولولا هذا البرنامج لم تستمر الحياة على الأرض، ويؤكد العلماء أن الموت مخلوق مثله مثل الحياة، وأنه لولا وجود الموت لم توجد الحياة وكأن الموت هو الأصل.
الهرم :
أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان، وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول العلماء: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة".و أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة.
ظاهرة الموت المفاجئ :
على الرغم من تطور علم الطب إلا أن أعداد الذين يموتون موتاً مفاجئاً في ازدياد، وذلك من خلال الإحصائيات الدقيقة للأمم المتحدة والتي تؤكد أن ظاهرة الموت المفاجئ، لم تظهر إلا حديثاً وهي في تزايد مستمر على الرغم من كل الإجراءات الوقائية كأن الموت يقوم بعملية تعويض بعدد الاموات الذين لم يموتوا نتيجة التقدم الطبي .
يُخلق داخل كل خلية عناصر مثل صمامات الأمان تتحكم بحياة الخلية، فبعد كل انقسام يتغير حجم هذه العناصر، وكلما قصر طولها تقترب من الموت، وعند حجم معين تتوقف الخلية عن التكاثر وتموت، لذلك فالعلماء أطلقوا مصطلحاً علمياً جديداً على موت الخلية أسموه (الموت المبرمج للخلية).
الأفعال التنكسية :
بعد عمر معين تبدأ الأفعال التنكسية داخل الخلايا، إن هذه العملية لا يمكن أبداً إيقافها، وإن إيقاف هذه العملية يعني الموت، لأن الموت مبرمج، فهذه الخلية مثلاً سوف تموت بعد (عشرة أيام)، فمهما حاولنا إيقاف هذا التنكُّس ستموت الخلية، وقد حاول العلماء إطالة عمر الخلية ولكنها تحولت إلى خلية سرطانية وانفجرت... وأيقن العلماء أن الموت هو النهاية الطبيعية للمخلوقات لا محالة.
نسبة الموت محددة ومتقاربة :
احدى تقارير الأمم المتحدة عن الموت ونسبه المتقاربة والمحددة , أكثر من 700000 شخص ينتحرون على مستوى العالم، مئات الآلاف يموتون في حوادث احتراق، حوادث سير، حوادث قتل،... هناك عدد محدد يموتون نتيجة أمراض القلب، ففي الولايات المتحدة يموت بحدود 700000 ونصف هذا العدد يموتون موتاً مفاجئاً، هنالك عدد معين يموتون بسرطان الجلد، وعدد محدد يموتون بسبب سرطان الثدي وعدد محدد يموتون بسرطان الرئة.. كأن هنالك نظاماً محدداً للموت، وإذا تأملنا هذه الإحصائيات عاماً بعد عام، نلاحظ أن هنالك نسب متقاربة، عندما نرصد الإحصائيات لعشر سنوات مثلاً نلاحظ أن هذه النسب متقاربة وفي ازدياد كلما تقدم الزمن. وهذا دليل على أن الموت مقدَّر بنسب محددة.
ومن هذا الشرح العلمي عن حالة الموت نستنتج ان الكائن الحي ويتضمن ذلك الانسان طبعا , قد حدد له موعد موته من الناحية البيولوجية وسبب الموت نفسه .
ولا مجال لتغير هذا الموعد او اطالة عمر الكائن الحي عن موعده المحدد .
بأستثناء حالة القتل والانتحار !!! وهل توجد آلية اخرى تتحكم بالموت الناتج عن القتل والانتحار وغيرها من الحوادث الناتجة عن كوارث طبيعية او انسانية ؟ على ما يبدو انه توجد آليات اعظم واعقد للموت ...
الموت هو أصل الحياة, ولكي تستمر الحياة يجب أن نموت.
الموت هو معنى الحياة , هذه هو الجواب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق