❖ يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة.
فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون..
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء.
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون..حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت وصارت الملكة تجتمع مع مجموعة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير: يا وزير، الملكة جنت أين كان الحرس.
الوزير: قد جن الحرس يا مولاي.
الملك: إذن اطلب الطبيب فوراً.
الوزير: قد جن الطبيب يا مولاي.
لملك: ما هذا ، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟
رد الوزير: للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا.
الملك: يا الله أأحكم مدينة من المجانين
الوزير: عذراً يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء، ويدعون بأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا.
الملك: ما هذا الهراء! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون!
الوزير: الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون!!
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب، ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن، هم الأغلبية، هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة. هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون
هنا قال الملك: يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون، إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين !!
● بالتأكيد الخيار صعب عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين.